عادي
واشنطن: لا تغيير على وضع قواتنا في نيامي

فرنسا تغادر منطقة الساحل بسحب جنودها من النيجر

01:58 صباحا
قراءة 3 دقائق
جنود فرنسيون داخل القاعدة الجوية الفرنسية في نيامي.
(أ ف ب)
جنود فرنسيون داخل القاعدة الجوية الفرنسية في نيامي.
(أ ف ب)

تستعد فرنسا لمغادرة النيجر، آخر حليف لها في منطقة الساحل، في أحدث انتكاسة لباريس التي سبق طردها من مالي وبوركينا فاسو، ما أسدل الستار على عقد من التدخل العسكري لمكافحة الإرهابيين في المنطقة، فيما أكد وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أمس الاثنين، أن لا تغيير على وضع قوات الولايات المتحدة الموجودة في نيامي.

وفي نهاية مواجهة يتعذر مواصلتها مع النظام العسكري على مدى شهرين، قرر الرئيس، إيمانويل ماكرون، أخيراً عودة السفير إلى باريس وسحب 1500 جندي «بحلول نهاية العام». ويأتي هذا الانسحاب القسري بعد مغادرة مالي في أغسطس/ آب 2022 وبوركينا فاسو في فبراير/ شباط 2023. وفي الدول الثلاث، طلبت الأنظمة العسكرية التي تسلمت السلطة بعد الانقلابات، من فرنسا الانسحاب معتمدة على الشعور المعادي لها، والتحول، كما في مالي، نحو التعاون مع مجموعة «فاغنر» الروسية. وحتى انقلاب 26 يوليو/ تموز الذي أطاح الرئيس المنتخب محمد بازوم، كانت النيجر واحدة من آخر حلفاء باريس في منطقة الساحل، وركيزة لقواتها المنتشرة لمحاربة الإرهابيين في المنطقة. واعتبر الباحث إيفان غيشاوا، المتخصص في شؤون منطقة الساحل، على موقع إكس (تويتر سابقاً) أن الانسحاب من هذا البلد «يكرس الفشل الذريع لسياسة فرنسا في منطقة الساحل». وبحسب العديد من المراقبين، فإن باريس لم تلحظ، أو لم ترغب في رؤية التطورات الجارية في المنطقة. وقال دبلوماسي فرنسي إن ما حدث في «مالي امتد ببطء، كنا نعلم أننا أمام مثل هذا التوجه الواضح. لقد شهدنا هذه الموجة تتنامى منذ سنوات. شعرت فرنسا بأنها تفقد مكانتها، لكنها ظلت في حالة إنكار واستغراب». وأضاف «نجد أنفسنا الآن أمام عواقب العسكرة المفرطة في علاقتنا مع إفريقيا، في حين تعصف أزمات أمنية وبيئية ومجتمعية أيضاً بمنطقة الساحل»، وهي من أفقر مناطق العالم. ومنذ انتخابه لأول مرة، حاول، إيمانويل ماكرون، تغيير المسار في إفريقيا، وهذا ما تجسد في خطاب واغادوغو في عام 2017، ثم جدد تأكيده في فبراير/شباط 2023، عندما حدد الخطوط العريضة لنهج أقل عسكرة يعتمد على العلاقات مع المجتمع المدني و«القوة الناعمة». وشدد الأحد على أن «النفوذ الفرنسي في فرنسا ولى». لكن تناقض مواقف باريس عرضها للانتقادات. وإذ دانت الانقلاب في النيجر، إلا أنها أيدت الانقلاب الأول في مالي عام 2020، وفي العام التالي دعمت تسلم محمد إدريس ديبي إتنو، السلطة في تشاد من دون احترام العمليات الدستورية. وفي نهاية المطاف، تم القبول بالأمر الواقع. ففي النيجر، بقي السفير الذي رفضت باريس استدعاءه معزولاً في السفارة الفرنسية، من دون حصانة دبلوماسية، مع اقتراب مخزون الطعام والماء من النفاد.

من جهة أخرى، أعلن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أمس الاثنين، أن واشنطن ستقيم خطواتها المستقبلية بشأن أزمة النيجر بعد أن أعلنت فرنسا سحب سفيرها وقواتها من هذه الدولة التي تشهد انقلاباً. وقال أوستن للصحفيين، في نيروبي خلال زيارة لكينيا «بينما نمنح الدبلوماسية فرصة، سنواصل أيضاً تقييم أي خطوات مستقبلية من شأنها إعطاء الأولوية لأهدافنا الدبلوماسية والأمنية». لكنه شدد على أن واشنطن «لم تقم بأي تغيير ملموس في أوضاع قواتنا... ونريد فعليا ان نرى حلاً دبلوماسياً ونهاية سلمية» للأزمة.

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrm4axap

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"