عادي

صبحة الراشدي تنسج رواياتها من قماش الحكايات

23:14 مساء
قراءة دقيقتين
الشارقة: أشرف جمعة
تلتقط القاصة والروائية صبحة الراشدي، مشاهد من الحياة، لتضفر أعمالها الأدبية، فهي تكتب بشغف وبمتعة عقلية ووجدانية بما يترسخ في ضميرها من مفاهيم مرتبطة بالإنسانية والعدالة الاجتماعية، وبرؤى مقاربة للواقع، وهو ما بلورته في تجاربها الأولى التي تشكلت على ضفاف القصص القصيرة التي نسجت خيوطها من أحداث قادتها المصادفات للتعرف إليها في الأمكنة التي سافرت إليها خارج الوطن، حيث درست القانون في فرنسا وكان محل إقامتها في هذه الأثناء باريس التي ألهمتها أيضاً أولى روايتها تحمل اسم «لم أتغير» فالكتابة لديها تعبير عمّا تشعر به من ألم أو فرح وهي متكئة على ضفاف الحلم، ولأن الكتابة السردية الطويلة لاءمت خيالها، فإنها أتمت في المرحلة الماضية 3 روايات أخرى بصدد نشرها وهي: «العروس الصماء، المبنى العتيق، المقطورة الهاربة» فضلاً عن مواصلتها المستمرة لكتابة القصة القصيرة بأسلوب درامي محبب، فهي تمتلك نفساً شعرياً وفلسفياً في الكتابة، وتحاول أن تعبر عن دهشة الحياة ومفارقاتها بطبيعة غارقة في استبطان خفايا الأشياء المرتبطة بالإنسان، والمتعلقة بطموحه وآماله لتنسج من قماش الحكايات أشكالاً مختلفة سواء في السرد الطويل أو في الإبداع القصصي القصير.
كتبت الراشدي ألواناً أدبية حرة في مرحلة مبكرة من العمر، عرضتها على معلمة اللغة العربية، وكانت تعتبر ثناءها هو نقطة انطلاقها للبحث عن ضروب الفن، وجماليات الإبداع في الأنساق الأدبية التي فتنت بقراءتها لكبار المبدعين في العالم العربي آنذاك، وحين تمكنت من كتابة القصة القصيرة، وشعرت بأن لغتها نضجت، وفكرتها أضحت مغايرة سارعت للنشر في الصحف الإماراتية، وعلى الرغم من أنها تمتلك عدداً وفيراً من القصص، فإنها لم تبادر بجمعها في كتاب، لكنها عازمة على ذلك لكي ترى هذه القصص التي لم تنشر بعد، النور، وهي تعترف بأن هذا النمط الأدبي هو الذي لون خيالها، وأمدها بخيوط كتابة الرواية، وجعلها مولعة بسحر الحكايات، ومفتونة بالسرد وإشعاعه الجمالي بين الناس، بخاصة أنها تحاول من خلال أسفارها بين المدن العتيقة في العالم أن تطلع على عادات الشعوب الأخرى، لكي تروي عمّا تشاهده من أشياء إنسانية واجتماعية في قصص قصيرة تكتنفها معالجات فنية فيها الكثير من دفء التعبير، وبلغة رصينة ورشيقة في آن معاً، فهي تسعى إلى أن تكون قصصها القصيرة ملائمة للقارئ حتى يشعر حين يطالعها بأنه يفتح صندوق العجائب.
وفي إبداعها السردي الطويل المتمثل في رواية «لم أتغير» الذي جسدت فيه رؤية مسكونة بحرارة العاطفة، تذكر أن خيوط هذه الرواية التقطتها حين شاهدت فتاة صغيرة تركب دراجة هوائية على ممشى أحد الأنهار في باريس، ولاحظت وقتها أن الدراجة غالية الثمن، في حين أن ملابس الفتاة مهلهلة، فشعرت بأن هناك لغزاً يحيط بهذه الفتاة، وقد أصرت على أن يحمل غلاف الرواية رسومات للفتاة بشكلها المتخيل وهي تسرع بدراجتها الهوائية لتتخطى الناس، لكن الرواية جسدت آمالاً كثيرة لأبطالها، واستطاعت الراشدي أن تبث فيها جملة من العواطف، وأن تغوص في تفاصيل فيها الكثير من جمال المغامرة بأسلوب تخييلي معبر.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2ejas8zh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"