الشارقة: عائشة خمبول الظهوري
في أعماق شمال شرق الهند، وعلى مشارف الحدود مع بنغلاديش، تتميز تلال خاسي وجينتيا الجنوبية بمناخها الرطب والدافئ، حيث تجري الأنهار والجداول الجبلية سريعة التدفق، وفي هذه المنطقة، تنمو أشجار المطاط الهندية بنظام جذري قوي للغاية، وهناك لا يتم بناء الجسور، بل يتم زراعتها، إذ تشتهر الجسور الجذرية في جنوب ميغالايا بتنوع أشكالها وأحجامها، حيث يمكن أن تمتد حتى 170 قدماً، وتصل إلى ارتفاع 80 قدماً فوق الجداول.
تنتج أشجار اللبخ المرنة جذوراً ثانوية من أعلى جذعها، ما يمكنها من الاستقرار بشكل مريح على الصخور الضخمة على ضفاف الأنهار، أو حتى في وسطها، كما لاحظت قبيلتا War-Khasis وWar-Jaintias، المرتبطتان بميغالايا، منذ زمن بعيد قوة جذور هذه الأشجار واستخدمتها لبناء جسور طبيعية تمكنها من عبور الأنهار بسهولة، واليوم، يقوم السكان المحليون ببناء هذه الجسور عند الحاجة باستخدام تقنيات تقليدية موروثة.
لتوجيه جذور أشجار المطاط للنمو في الاتجاه المطلوب، مثل عبور الأنهار، يعتمد سكان جنوب ميغالايا على مجموعة من الاستراتيجيات المتنوعة، إذ في بعض الأحيان، تُسحب الجذور وتُربط وتُلف يدوياً لتشجيعها على الاندماج وتشكيل الهيكل المطلوب، كما يتم استخدام سقالات من الخشب والخيزران لتدريب الجذور الصغيرة على النمو عبر الهياكل المؤقتة، التي تُستبدل عندما تتعفن خلال مواسم الرياح الموسمية.
في مناطق مثل قرية نونجريا، تُستخدم جذوع جوز التنبول المجوفة لتوجيه الجذور الرقيقة لأشجار المطاط، إذ تمنع هذه الجذوع انتشار الجذور وتزودها بمواد مغذية أثناء تحللها، وعندما تصل الجذور إلى الجانب الآخر من النهر، تترسخ في التربة، ما يؤدي إلى تكوين جسر حي قوي بمرور الوقت، كما تتألف معظم الجسور الجذرية الحية من امتداد واحد، ولكن بعضها يحتوي على أكثر من جسر، إما متوازية وإما مكدسة فوق بعضها، مثل «جسر أومشيانج الجذري ذو الطابقين» الشهير.
