عادي

تعرّف إلى الفلسفة الأمريكية المعاصرة

20:15 مساء
قراءة 3 دقائق

القاهرة: الخليج

يعتبر كتاب «الفلسفة الأمريكية المعاصرة» لنور الدين علوش، مدخلاً مهماً للتعريف برموز الفلسفة الأمريكية المعاصرة، من خلال مقالات مترجمة وحوارات فلسفية معاصرة، تحاول أن تقدم هذه العينة من رموز البحث الفلسفي بأمريكا، فلا أحد ينكر أهمية الفلسفة الأمريكية في تطور الفلسفة العالمية، والنقاشات التي أحدثتها في سجال مع الفلسفة القارية، إضافة إلى مواكبتها للإشكاليات المعقدة المطروحة في المجتمعات المعاصرة، والتحولات الفكرية والاجتماعية والسياسية لعالمنا المعاصر، فالكتاب لم يكتب للمتخصصين، بل هو مدخل لمساعدة الطالب والباحث الذي يطمح إلى استكشاف مسالك وتيارات الفلسفة السياسية المعاصرة، بعيداً عن تعقيدات الكتابات الأكاديمية ومصاعب لغة الاختصاص.

عندما تقدمت حصيلة الفلسفة السياسية والاجتماعية والحقوقية في القرن العشرين فإن الفيلسوف الأمريكي راولز (21 فبراير/ شباط 1921 – 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2002) يحتل مكانة مهمة وأساسية، فالفيلسوف الأمريكي من دون ضجيج وصخب، استطاع بتدخلاته الدقيقة والمركّزة، أن يبدع عملاً فلسفياً من العيار الثقيل، يكشف لنا نقاط ضعف حداثتنا وسلبياتها.

*نقاط قوة

ومن أجل فهم التأثير والإعجاب الذي حظي به، علينا أن نشير إلى إحدى نقاط قوته في مشروعه الفلسفي: تمكنه من الجمع بين تيارات فلسفية مختلفة، إن لم نقل متعارضة، بالفعل المشروع الفلسفي لراولز يرتكز على أربعة تقاليد فلسفية كبيرة: نظريات العقد الاجتماعي، النفعية، الحدسية، ونظرية الاختيار العقلاني.

يؤكد هذا الكتاب أنه منذ الاهتزازات الكبرى، التي تعرض لها سؤال الأخلاق مع نيتشه، لم تبرز فلسفة عملية جديرة بهذا الاسم، قادرة على فرض استئناف التفكير الإيجابي فيه، حتى السبعينيات من القرن الماضي، حين ظهر إلى الوجود كتاب جون راولز نظرية العدالة، فقد تم الاحتفاء بهذا الكتاب أيما احتفاء من طرف متخصصي الفلسفة السياسية، واعتبروه حدثاً فريداً

ينتقل الكتاب إلى فيلسوفة أخرى، وهي نانسي فرايزر التي تعرّف نفسها قائلة: «أنا فيلسوفة أمريكية تكونت على جبهتين: جبهة النضال وجبهة العلم، أنا من جيل 1968 تكونت من خلال حركة الحقوق المدنية، تلك المعركة الأكثر أهمية من الازدياد في بالتيمور التي لا تبعد عن شمال واشنطن بخمسين كيلومتراً، لكن من وجهة نظر ثقافية فالمدينة جنوبية حيث التفرقة العنصرية قوية، فهذه التجربة كانت مهمة حتى من نضالي في حركة طلاب من أجل مجتمع ديمقراطي، التي كانت عبارة عن مجموعة صغيرة، لكن كانت من أولى المنظمات المنددة بغزو فيتنام عام 1963».

وتقول: «مع سنوات 1965 توسعت الحركة، وأصبحت من أكثر التيارات التي تعبر عن اليسار الجديد الطلابي، فهذا الالتزام النضالي أثر في حياة السياسي، في لحظات فكرت في مغادرة الجامعة كلية، ومع سنوات السبعينيات انتشرت في أمريكا، وفي باقي دول العالم، أزمة نضال، كنا نعتقد بإمكاننا تغيير الأشياء بسرعة، لكن ليس الأمر كذلك، في هذا السياق ظهرت منظمات تمارس العنف لتعبّر عن نشاطها السياسي».

*فهم المجتمع

تتابع نانسي فرايزر: «أنا فيلسوفة سياسية اجتماعية، أحاول فهم المجتمع، آليات الهيمنة، وفرقه الاجتماعية والاقتصادية، توتراته وخطوط الصراع مع التفكير في أشكال المعاصرة للصراع من أجل التغيير، بعبارة أخرى تقديم تشخيص دقيق للحاضر، فطموحي هو أن أصل إلى تحديد معنى علمي لوجهتنا الجماعية، لهذا فتجربتي النضالية حاسمة، فأنا أحاول فهم الوضعية، في إطارها الشمولي».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4wynpe8x

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"