عادي

مريم الهاشمي: «قناع بلون السماء» تطرح أسئلة العدالة والحرية

23:18 مساء
قراءة 3 دقائق
د. مريم الهاشمي

الشارقة: عثمان حسن

تقول الناقدة الإماراتية الدكتورة مريم الهاشمي أستاذة اللغة العربية والدراسات الإماراتية في كليات التقنية العليا: «من حيث المبدأ فإن القراءة بالنسبة للكاتب والمثقف بشكل عام يجب ألا تكون مرتبطة بفصول السنة، بل هي في الواقع عادة يومية وزاد ثقافي ومعرفي لا يفقد بريقه بتوالي الأيام والفصول» وتضيف د. مريم الهاشمي: بصفتي معنية بكثير من النشاطات الثقافية ومرتبطة بعدة لجان للقراءة في عدة مؤسسات ثقافية، أجد نفسي في حالة من الاستعداد النفسي يرافقه الفضول المعرفي للمواظبة على القراءة والكتابة، خاصة أن تخصصي في مجال النقد الأدبي يفرض عليّ مثل هذه الديمومة، وأن أكون في حالة من الاستعداد الفطري للاستمرار في الاطّلاع على مجموعة من الكتب التي تساعدني في تكوين معرفة نقدية وفلسفية أرى ضرورة لتوفرها في اهتمامي الثقافي والفكري النقدي».

أما بخصوص إجازة الصيف، فتؤكد د. مريم الهاشمي أنها إجازة قصيرة لا تتجاوز العشرين يوماً بسبب ارتباطاتها الأكاديمية والجامعية، ومع ذلك فإنها سوف تستغلها لقراءة عملين أدبيين مهمّين هما رواية «قناع بلون السماء» للكاتب الفلسطيني باسم خندقجي وهي الرواية التي فازت مؤخراً بجائزة البوكر العالمية للرواية العربية، في دورتها لعام 2024.

غريزة الحرية

أما العمل الثاني فهو«غريزة الحرية» لأستاذ اللسانيات والفيلسوف الأمريكي نعوم تشومسكي، حيث تنصح د. مريم الهاشمي القراء بالاطّلاع وقراءة هذين العملين، ذلك أن كليهما يرتبط بفكرة ومفهوم الحرية وأيضاً نظرية المعرفة.

وفي هذا المقام، ترى د. مريم الهاشمي أننا في العالم العربي اليوم، وفي ظل الواقع المعيش في جانبة السياسي والاقتصادي والاجتماعي، أحوج ما نكون لاستيعاب مفهوم الحرية، ففي جانب رواية «قناع بلون السماء» فقد نجح الكاتب خندقجي في طرح مفهوم الحرية بإزاء ما نشهده من أسئلة الهوية والقمع والتوحش، إنها رواية كما تؤكد د. مريم الهاشمي، على تماس إلى الحرية والعدالة، إزاء ما يعصف بالعالم العربي من حروب وتهجير، حيث عبر خندقجي وكما وصفه النقاد في التعبير وبامتياز عن وعي الذات، وعن وعي الآخر، وعن وعي العالم، فتحقق الاندغام بين القاع الاجتماعي والمحلي والعالمي.

منظور فلسفي

أما«غريزة الحرية» لتشومسكي، فهو كتاب يتألف من عدة مقالات في الفلسفة والطبيعة البشرية، وهو عمل تنبع أهميته من ذلك المنظور الفلسفي الذي يرتبط وبشكل مباشر بأسئلة الراهن الملحة حول موضوعات الحرية والتحرر كما يرتبط بالخصوصيات الثقافية ودور المثقفين والمفكرين في الصراع من أجل التحرر.

والكتاب كما تؤكد د. مريم الهاشمي يشتمل على موضوعات في نظرية المعرفة وأسس العلم والعقلانية، وأكثر من ذلك علاقة العمل الفلسفي بالتحفيز نحو موضوع رئيسي ووحيد ألا وهو الحرية.

إن«غريزة الحرية» كعنوان، كما يعرف الكثيرون مأخوذ من تعبير تشومسكي نفسه حين كتب متفائلاً:«إذا افترضت أن ليس هناك أمل، فأنت تضمن أنه لن يكون هناك أمل، وإذا افترضت أن هناك غريزة للحرية، وأن هناك فرصاً لتغيير الأشياء، إذن فهناك إمكانية أن بمقدورك المساهمة لجعل العالم أفضل».

طقوس

ليست هناك طقوس محددة عند د. مريم الهاشمي بشأن القراءة والكتابة، وتؤكد أنها تحاول ترتيب أيامها، والركون إلى نوع من الهدوء لكي يتسنّى لها ترتيب أولوياتها في القراءة، ويقف على رأس هذه الأولويات، تخصصها في مجال النقد الأدبي، الذي يتوزع على قراءات عديدة في الجانب الفلسفي والمعرفي، حيث تؤكد أن النقد هو باب واسع، وفي مجال نقد الرواية، يحتاج إلى ثقافة موسوعية، فهناك روايات اجتماعية، وأخرى نفسية، وهناك أعمال تدور في فلك الخيال العلمي، ويجب على الناقد أن يكون ملماً بجميع هذه الاختصاصات، وعليه أن يقرأ أكثر وأكثر، وأن يلمّ بعمق هذه المجالات والعناوين بشكل ناضج وواعٍ وموضوعي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2mpuyhdv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"