عادي
قرار نقيب الممثلين المصريين بتحديد المشاركة في الأعمال أثار أزمة

الفنانون العرب فوق صفيح ساخن

01:32 صباحا
قراءة 8 دقائق

النجوم العرب في مصر يعانون الآن من موقف حرج وأزمة حقيقية بعد قرار أشرف زكي نقيب الممثلين مؤخراً بتحجيم مشاركتهم في الأعمال المصرية وقصرها على عمل واحد سنوياً ومنع تواجد أكثر من نجمين عرب في العمل الواحد والذي تم تأييده الجمعة الماضية في اجتماع بالنقابة، فما أسباب النقيب لهذا القرار الغريب والمفاجئ؟ وما ردود الفعل حوله؟ وماذا يقول الفنانون المصريون والعرب ونقباء المهن الفنية الأخرى عن هذا القرار ونتائجه؟

في البداية يقول ممدوح الليثي نقيب السينمائيين ورئيس جهاز السينما بمدينة الإنتاج الإعلامي: قرار أشرف زكي جاء متسرعا وكان من المفترض أن يدعو بقية نقباء المهن الفنية للتنسيق معه قبل اتخاذ قرار منفرد مثل هذا لأنه من الممكن أن تحدث نتائج كثيرة سلبية لهذا القرار لم تكن في حسبانه، ورغم أنني اقدر السبب الذي دفعه إلى هذا القرار وهو انتشار البطالة الفنية بين أغلبية أعضاء نقابة الممثلين لكن الحل ليس في تحجيم عمل الفنانين العرب في مصر، وكان لابد من البحث عن حلول أخرى مع شركات الإنتاج المختلفة، كما أنني لا أوافق على وصفه لوجود النجوم العرب في السينما والدراما المصرية بأنه احتلال فني لأن مصر هي التي ترحب دائما بالفنانين العرب وهم لم يغزونا وإنما نحن الذين نرحب بهم بكامل إرادتنا، لأن مصر هي هوليوود الشرق وطوال تاريخنا الفني والفنانون العرب معنا وهم جزء من هذا التاريخ الفني.

ويضيف الليثي: فيما يتعلق بما يخصنا كنقابة سينمائيين وهو عمل المخرجين العرب في السينما والدراما المصرية فلا توجد لدينا أي مشكلة في هذا، بالعكس نحن نرحب بكل المخرجين العرب الموهوبين طالما أنهم يلتزمون بقوانين النقابة والتي تنص على دفع الرسم المقرر مقابل عملهم في السينما المصرية وحتى هذا الرسم يطبق أيضا على المصريين الذين ليسوا أعضاء في نقابة السينمائيين، أي أن الأمر ليس تصنيفا بين مصري وعربي وإنما فقط بين أعضاء النقابة وغيرهم.

أما نقيب الموسيقيين منير الوسيمي فيؤيد قرارات أشرف زكي ويقول: هذه القرارات فيها إنصاف للفنانين المصريين الذين يعانون من البطالة منذ فترة طويلة بعد أن أصبحت معظم شركات الإنتاج ترشح فنانين وفنانات عرباً في كل الأدوار، لكنني كنت أتمنى أن يحدث تنسيق بين نقابة الممثلين والموسيقيين، لأن هناك مطربين ومطربات عربا يشاركون في أعمال فنية مصرية وإن كان بالطبع عملهم هنا يخص نقابة الممثلين ولا يخصنا، لأنهم يعملون في تلك الأفلام والمسلسلات كممثلين وليسوا كمطربين وما احرص عليه من ناحيتي كنقيب للموسيقيين ألا يغني أي مطرب عربي في مصر إلا من خلال القوانين ولوائح النقابة وان يحصل أولا على التصريحات اللازمة وإلا سيتعرض للعقوبات التي يتيحها لنا القانون لأنه مع ترحيبنا الكامل بالنجوم العرب لكن عليهم في المقابل أن يلتزموا بقوانين البلد الذي يعملون فيه.

ويقول السيد راضي رئيس اتحاد النقابات الفنية: الجميع أصبح يلاحظ في الفترة الأخيرة وجود هوجة في الاستعانة بوجوه من لبنان وسوريا وتونس والمغرب للعمل في السينما والدراما المصرية، وهذه الهوجة أثرت بلا شك في فرص الفنانين المصريين مهما تفاوتت نجوميتهم بل وهناك شخصيات مصرية صميمة أصبح يؤديها هؤلاء النجوم العرب بدلا من الفنان المصري، وبالتالي كان لابد أن تكون هناك مواجهة لتلك الهوجة وهو ما فعله نقيب الممثلين لأن دوره الحفاظ على كيان الممثل المصري وتوفير فرص عمل أمامه، ولا احد منا ضد مشاركة الفنانين العرب في الفن المصري فهذه ليست ظاهرة جديدة، وهناك فنانون عرب كبار خرجوا من مصر لكن المشكلة بصراحة أن الأمر الآن أصبح هوجة وزاد على حده ولذلك أنا مع إعادة تنظيم ما يحدث دون أي حساسيات من أي نوع ودون تحميل الأمور أكثر مما تحتمل فقرارات نقيب الممثلين في النهاية قرارات للتنظيم وليست لمنع النجوم العرب من العمل في مصر.

أما الفنان يحيى الفخراني فيعترض على تلك القرارات مؤكدا أن هناك مواهب عربية كثيرة في مجال التمثيل والإخراج والتصوير وأنه يجب ألا نحجمها في بلدنا أبداً وإلا فإننا بهذا نساعد على احتضان أي بلد آخر لهذه المواهب وتقديم أعمال فنية عربية مهمة من خلال هذا البلد وليس من خلالنا، أي أننا بهذا نساعد على سحب بساط الفن من تحت أقدامنا فالقرار في رأيي ليس في مصلحة احد خاصة وأن الفن ليس وظيفة حتى نتحدث عن البطالة وتوفير فرص العمل فيه، فالفن يعتمد أساسا على الموهبة التي يجب ألا تكون مقيدة بجنسية.

أما الفنانة جومانا مراد، والتي تردد أن تقديم بعض الفنانات المصريات لشكاوى ضدها هي وأيمن زيدان وجمال سليمان كان احد أسباب قرارات النقيب فتقول: لا اعتقد أنني المقصودة بالقرار لأنه يمس كل الفنانين العرب، وأنا بالطبع شعرت بصدمة من هذا القرار لأنني موجودة في مصر منذ فترة طويلة وأشارك في السينما والتلفزيون وأعمالي ناجحة، كما أن هناك فنانين مصريين يشاركون في أعمال عربية وهذه التفرقة بيننا وبين الفنانين المصريين غير متوقعة من بلد كبير مثل مصر، ولا أعرف كيف سيتم التعامل مع كل النجوم العرب، وهل ستكون المعاملة واحدة أم ستكون هناك تفرقة أيضا بين نجم عربي وآخر، وعموما أنا لا أريد أن أتعجل الكلام عن هذه القرارات وان كنت بالطبع أراها تعسفية.

وأضافت: المسألة تعتمد على العرض والطلب، ونحن نعمل بشكل جماعي وليس بشكل منفرد وهناك حالة من الحب والود بيننا وبين الفنانين المصريين، وهذا التعاون أثمر أعمالا شديدة التميز، ولكن أنا كمنتجة وفنانة أؤكد أن العامل الإنتاجي هو الذي يسعى إلى نجم معين أو نجمة بعينها، فأنا قدمت دراما تلفزيونية وسينمائية وهذا التواجد ليس من فراغ، فالمنتج يبحث عن النجم الذي يسوق به.

أما المخرج خالد يوسف والذي استعان في أفلامه بنجمات عرب مثل دوللي شاهين ودرة وساندي فيؤكد انه ليس من حق احد أن يفرض عليه اختياراته للممثلين أو جنسياتهم أو يقول له إن هذا الدور انسب لفنانة مصرية أو لبنانية وأنه يرى القرار غريبا لأنه في الوقت الذي نحاول فيه أن نقترب من بعضنا كشعوب عربية وكسر الحواجز العديدة بيننا والتي صنعتها السياسة نجد هذا القرار الذي يمكن أن يثير فتنة فنية بين الفنان المصري والعربي ولذلك يجب مراجعة هذا القرار مرة أخرى.

ويقول المنتج محمد حسن رمزي: أنا مع تنظيم الاستعانة بالنجوم العرب لكنني ضد تحجيم عملهم في مصر والفرق كبير بين التنظيم والتحجيم، وعموماً الفنانون العرب الكبار لا يشاركون في أعمال كثيرة فأغلبهم يشارك في عمل واحد أو اثنين في السنة أي انه لن تكون هناك مشكلة كبيرة بالنسبة لهم لكن المشكلة ستكون في الممثلين والممثلات العرب الجدد الذين يشاركون في أفلام ومسلسلات كثيرة طوال السنة وأنا كمنتج لا أتدخل في اختيارات مخرجي أفلامي وإن كنت أرى أن الأمر يحتاج إلى مرونة أكثر في التعامل مع وجود النجوم العرب في مصر.

ويضيف: المؤكد أن قرارات أشرف زكي أثارت ضجة وجدلا وإن كانت الأغلبية من الفنانين المصريين قبل العرب عارضتها وربما هذا ما دفع نقيب الممثلين مؤخرا إلى التأكيد على أنه لا يقصد النجوم العرب الكبار بقراراته وإنما يقصد أنصاف أو أرباع المواهب الذين يأخذون مكانة لا يستحقونها، وانه ستكون هناك مرونة في التعامل مع الفنانين العرب المحترمين والكبار وهو كلام يحمل مرونة في التعامل، بعكس تصريحاته في البداية بأن القرارات ستطبق على كل الفنانين العرب مهما كانت نجوميتهم، وهو ما يعني أن حالة المعارضة التي وجدها أشرف زكي لقراراته ستدفعه إلى مزيد من المرونة في تنفيذ هذه القرارات.

ويقول المخرج السوري هيثم حقي: هناك حالة من الإخاء والتعاون الدائم بين الفنانين السوريين وأشقائهم في مصر تمتد لسنوات بعيدة، ونحن نرحب دائما بأي فنان مصري يعمل في إنتاج مشترك ولا نحدد له الأعمال التي يشارك فيها، بالإضافة إلى أن هناك اتفاقيات مبرمة بين النقابات العربية وهذه الاتفاقيات مفعلة ونلتزم بها في سوريا، كما أننا بصدد إنتاج مشترك في سوريا لأعمال درامية وسينمائية من خلال قناة الأوربت والتي أتولى الإنتاج فيها ولكن إذا كان هذا قراراً صادراً عن نقابة المهن التمثيلية وعن قناعة تامة نرحب به ولن نتعامل بالمثل، فسوريا تفتح أبوابها للفنانين المصريين خاصة والعرب عامة.

ويؤكد الفنان السوري جمال سليمان: جهات الإنتاج في مصر خاصة، وفي الوطن العربي عامة، هي التي تسعى إلينا بعد أن قدمنا أعمالا شديدة التميز في بلدنا، فلقد حدث هذا الاندماج الفني بعد أن تعرف إلينا المواطن العربي وشهد لنا أعمالا كثيرة.

ويضيف: أعتقد أن هذا القرار غير موفق ولكن علينا احترامه لأنه صادر عن نقابة لها هيبتها واحترامها، وأنا عن نفسي أسعد دائما بالتعاون مع جهات الإنتاج المصرية التي أكن لها كل حب واحترام.

أما الفنانة السورية سوزان نجم الدين فتقول: الإبداع لا يعرف جنسا وليس له وطن، فالمبدع يعمل في أي مكان طالما يملك من الأدوات التي تجعله في وضع عطاء دائم، فلماذا هذه الفرقة في هذا الوقت، ونحن في أمس الحاجة للتعاون والتقارب على كافة المستويات. وتضيف: لقد سعدت بأعمالي القليلة جدا التي قدمتها من خلال جهات إنتاج مصرية ولم أشعر سوى أنني في وطني، ورغم هذا لا أملك سوى احترام أي قرار تتخذه نقابة الممثلين في هذا الشأن.

ويقول أيمن زيدان الفنان السوري، الذي قدم العديد من الأعمال السورية شديدة التميز، ومؤخرا قدم في مصر مسلسل عيون ورماد: منذ متى ونحن نصنف، الفن لا يعرف لونا ولا جنسا، نحن في أمس الحاجة لكي يكون لنا صوت فني واحد، ورأي إبداعي واحد، حتى نعبر عن أنفسنا في سياق عربي إبداعي فني، وأتمنى أن يكون هذا القرار قد اتُخذ في عجلة وأن تراجع نقابة المهن التمثلية هذا القرار، لأننا هنا في سوريا نفتح ذراعينا لجميع المبدعين العرب ولا نخشى التعاون معهم، والتاريخ السينمائي المصري خير شاهد على هذا الثنائي الفني الرائع بين الفنانين المصريين والعرب.

وترى نيكول سابا أن المشاهد العربي قد تعرف إليها من الأعمال الفنية السينمائية والتلفزيونية التي أنتجت في مصر التي يقصدها الفنانون من جميع أنحاء البلدان العربية، ولم يحدث أن زاحمنا أحدا، لأن الساحة الفنية المصرية مملوءة بالعديد من النجمات والنجوم المحبوبين أصحاب الوزن الثقيل، وأنا عاشقة للعمل في مصر التي يعشق جمهورها الفنانين العرب، ولن يغير هذا القرار من عشقي واحترامي للفن في مصر.

أما الفنانة السورية مايا نصري التي تشارك في أكثر من عمل سينمائي وتلفزيوني فتقول: لا أعرف عن هذا القرار شيئا، فالمنتجون هم الذين يسعون وراء النجوم ولا نفرض أنفسنا على أحد، وأعتقد أن الفن والإبداع لا يعرف تمييزا، لأن الساحة الفنية المصرية رائدة في احتواء الفنانات والفنانين العرب منذ زمن بعيد، وإذا كان عمل واحد سأقدمه في صالح الدراما بصفة عاما فمرحبا به.

أما نقيب المهن التمثيلية الدكتور أشرف زكي، صاحب هذه القرارات التي أثارت كل هذه الضجة فيقول: من حقي أن أحافظ على الفنان المصري، ما يحدث من الجهات الإنتاجية فوضى، لماذا تعمل الفنانة العربية خمسة وستة أعمال على الرغم أننا لدينا نجمات شابات على مستوى فني عال جدا ولهن مكانتهن، وعلى فكرة الفنانة التي لن تلتزم سأرحلها فورا، لأن هناك حالة من الكساد تواجه النجمات في مصر.

يضيف د. أشرف: فهل على سبيل المثال لو أن نجما في حجم جمال سليمان قدم عملاً فنياً ضخماً واحداً كل عام يضار من ذلك؟ بالعكس سيكون منصفا له ولنا، أنا صبرت كثيرا وهذا يحتاج لوقفة من جانب النقابة والجهات المعنية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"