عادي

خدعة «ما بعد الشمس»

01:16 صباحا
قراءة دقيقتين
2403

في روايته «ما بعد الشمس»، الصادرة عن الدار العربية للعلوم، يقدم الكاتب اللبناني نزار دندش، حالة رؤيوية إبداعية جديدة تقوم على فرضية علمية مفادها أنه من الممكن أن تكون هناك أنواع أخرى من الحياة على غير كوكب الأرض، وأن كل الأجناس البشرية في كل الكواكب متقاربة كأنها متحدرة من أصل واحد. ولكي يصبح هذا اللاواقع موضع احتمال ممكن الوقوع، عمل الكاتب على تقريب المسافة بين كائنات أرضية، وكائنات فضائية، تنتمي إلى كوكبين تفصلهما مسافة سنوات ضوئية، حيث يشكل التقاء كائن من كوكب النيزا، بكائنات من كوكب الأرض، بؤرة أساسية لتوليد المتخيل السردي في الرواية، فكيف استطاع دندش المزج بين هذين العالمين: الواقعي (المألوف)، والمتخيل (اللامألوف)، تبعاً لطبيعة الأنساق التعبيرية الموظفة في هذا المتن السردي المميز؟

يدشن دندش عمله بمشهد روائي غامض يوظفه في خدمة النص، ويتمثل في وقوع كائن فضائي غريب الشكل جاء من كوكب النيزا يبحث عن أسرار كوكب الأرض، بين يديّ أفراد ينتمون إلى قرية لبنانية يعتمدون على الزراعة اعتماداً كلياً في معيشتهم. فكان ذلك الحدث بالنسبة إليهم أمراً غريباً، بل أغرب من الخيال، والتعامل معه نوعاً من المغامرة والعبث اللذين يختلط فيهما المنطق باللامنطق.

هذا الكائن الغريب ستكون له حياة على كوكب الأرض، يصادق أهلها، ويتزوج منهم فتاة جميلة تدعى فرح، ويكشف لعائلتها أكواماً من الذهب توجد في جبالهم، ويأخذ معه صديقه نادر، المحب للعلم والباحث عن أسرار الكون في رحلة فضائية، ويغادر برفقته العالم الأرضي إلى العالم السماوي، فيمضي نادر مع الكائن الغريب سنواتٍ متواصلة في السفر يجوب نصف الكون، ويصل إلى «ما بعد الشمس»، أو «كوكب النيزا»، ويتعرف إلى حضارة أهله التي لا تشبه حضارة كوكب الأرض في شيء، فيسعد بذلك، ويعرّفهم بدوره إلى حضارة بني الإنسان، وعلومهم، ودورها في تقدم البشرية. ولكن بعد عودته إلى كوكب الأرض يكتشف نادر أنه وقع ضحية حبه للعلم وإخلاصه لمبادئه وقوانينه بين يديّ غرباء زودوه بجهاز إرسال كي يكشف لهم أسرار بلده، مقابل أن يصل إلى أعلى المراتب، فهل سيصبح نادر، شهيد العلم، أم سيتغلب على محنته؟

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"