عادي

«السَّايبورغ».. إنسان المستقبل

00:45 صباحا
قراءة دقيقتين
2804

يدور موضوع كتاب «ما بعد التفوق» لغاييا فينس حول التطور الذي وصل إليه الإنسان بيولوجياً وثقافياً ويَشرَحُ التأثير ‏المتبادل بين الإنسان وبيئته، ويثير أسئلةً كثيرة ويَقدِّمُ شروحاً موسوعية مُشَوِّقة يعد فيها أن ‏الإنسان قد تجاوز تَقدمه إلى مرحلة أخرى جديدة.

تنتقل بنا الكاتبة مِنَ نَشأة الكون إلى ظهور الإنسان على الأرض، وتُفَصِّلُ في تطوره ‏البيولوجي والثقافي من خلال عوامل رئيسية هي: النار واللغة والزمن. تُؤكِّدُ في ‏مناقشتها على تَمَيُّزِ الإنسان العاقل على جميع الكائنات الحَيَّة الأخرى في ناحيتين: التَّقَدم في ‏تطورِنا البيولوجي والثقافي بتأثير تَغَيُّرات ظروف البيئة، وقدرَتنا الفريدة على تَغيير البيئة ذاتها ‏في الوقت نفسه. فالإنسان هو الكائن الحي الوحيد الذي قام بتغيير بيئته ومظاهرها في كافة ‏أرجاء هذا الكوكب بِفَضلِ الإمكانات العقلية والاجتماعية الفريدة التي يَتمَتَّعُ بها.

‏ تشرح ڤينس التأثير المتبادل بين الإنسان ‏وبيئته، فتقول: القرودُ، وهي أقربُ الحيوانات إلينا، تَستمرُ بالعيشِ مثلما كانت تَعيشُ منذ ‏ملايين السنين. نحن لَسنا مِثل بقية الحيوانات على الرغم من أننا نَشَأنا وتَطوَّرنا مِنْ خلال ‏النظام الطبيعي ذاته. فَمَنْ نحن إذاً؟.

‏ تُبين الكاتبة كيف أننا نُشكِّلُ أنفسنا دائماً من خلال مُثلَّث: الوراثة ‏والبيئة وتَطَوُّر الثقافة. وأصبَحنَا نَوعَاً استثنائياً يَستطيعُ تَوجيهَ وتغيير مَصيره ومستقبله. ‏تستنتج الكاتبة أننا جميعاً في انتظار حُدوثِ أمرٍ استثنائي، فقد أصبَحَ الإنسانُ مَخلوقاً ‏أعلى. تطلقُ عليه اسم «إنسان الهومني» الذي يَتَمتَّعُ بإمكانات شاملة بفضل تطوره ‏البيولوجي والثقافي. كما تَستَشرفُ المستقبل بِتَوَقعِ اتّجاهٍ جديد في تطورنا البيولوجي/ الثقافي ‏نحو ظهور إنسانٍ جديد هو الإنسان السَّايبورغ (الإنسان الإلكتروني/ البيولوجي) الذي يَتَضَمَّنُ ‏جِسمُهُ البيولوجي أجزاءَ إلكترونية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"