عادي

القارئ الجديد

00:21 صباحا
قراءة دقيقتين

عائشة مصبح العاجل

كلمة للعالم، بالرغم من اكتساح الصورة وتجلياتها مختلف تصاريف الحياة التي أصبحت فيها الصورة سمة للتقدم والتطور والتحضر والعصرنة، وباتت تتسيّد المشهد وتغني عن الكلمة في اعتقاد الكثير، إثر الانفتاح العالمي على الآخر وتصوراته القابعة خلف صورة؛ إلا أنّ الكلمة لا تزال تفعل مفاعيلها في الفكر الإنساني ومنظوره، فهي المحرك الأساسي المعبّر عن الإنسان.

الإشكالية في موضوعة القراءة التي يُكرس معرض الشارقة لها هي المضامين التي يقرأها وينتقيها الجمهور والتي يُعول على نتائجها في الإنسان والمجتمع معرفياً... خاصة أن المعرض يحرص على الجديد ومضمونه الذي يشتغل على الإنسان ودواخله، وتطوراته الراهنة.

القارئ الجديد، نهِم بمعايير مختلفة، وله صفاته المتجددة مع التعاطي والتلقي والاختيار، ولا ضير في ذلك، فهذا التنوع يشكل مجموعة من الخيارات لها فرصتها في الحضور وفرصتها في التعايش، وترتسم بملامح تجددها أولويات الكتّاب في اختيار موضوعاتهم.

والقارئ الجديد لا يمكن حصره أو تقييده ولا نستطيع إجباره، بل هو من يشكل الكثير من المضامين التي يعود لقراءتها والتي تغذيه وترتقي بذائقته، هو من يحرك الأولويات ومن يشكلها ويتشكل معها.

وكذلك كتاب الطفل، فاليوم الطفل لم يعد متلقياً وقارئاً فحسب، بل يُسهم بالكثير من التغيرات من خلال خياله الطفولي في عالم الكتابة للطفل، وذلك من خلال ما صبغته به العولمة والانفتاح ووسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد ومبتكراته، وهو الأمر الذي يجب أن يجاريه كل من يكتب للطفل. وستظل القراءة متجددة بتجدد الزمان وآلياته التقنية وأسلوب الحياة الذي بات يحدد المعرفة، بل ومضامين وتوجهات ما نقرأ أو نريد أن نعرف، أي أن المناخ السائد يفرض شكل القراءة ونوعيتها وتوجهاتها.

في عقود سابقة كنا نركز على الموضوعات الاجتماعية والقيمية، ربما اليوم نتجه إلى المشتركات الإنسانية؛ كي نستوعب مستجدات العصر، ونفهم المفاهيم والموضوعات المتصلة بالقرية الكونية المحتشدة بمفردات العلم والأدب والمعرفة، والتي أصبح استيعاب تشعبها إشكالية أخرى في هذا العصر ومفارقة من مفارقاته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/pyn9ujhy

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"