دعت منظمة أطباء بلا حدود، أمس الأحد، إلى زيادة المساعدات الإنسانية إلى شمال غربي سوريا «بشكل عاجل» تزامناً مع وصول قافلة حمّلتها بخيم للنازحين والمشردين إلى المنطقة المنكوبة جراء الزلزال المدمر، بينما أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال زيارة لتركيا عن مساعدات إضافية بمئة مليون دولار لإغاثة منكوبي الزلزال.
وقالت منظمة «أطباء بلا حدود» في بيان: «ندعو إلى زيادة الإمدادات الإنسانية بشكل عاجل؛ كونها حالياً لا تنسجم حتى مع حجم (ما كانت عليه) قبل وقوع الزلزال». وأشارت إلى أنه «في الأيام العشرة التي أعقبت الزلزال، كان عدد الشاحنات التي عبرت إلى شمال غربي سوريا أقل من معدّلها الأسبوعي في عام 2022». وأمس الأحد، دخلت 14 شاحنة لهذه المنظمة محملة ب1269 خيمة، ومستلزمات لمواجهة البرد للنازحين وعائلات شردها الزلزال عبر معبر الحمام في منطقة عفرين، الذي بدأ العمل به في عام 2018.
وقال محافظ حلب خلال مؤتمر صحفي: «كل ما تم الحديث عنه سابقاً كان في إطار الاستجابة الطارئة». وأضاف: «أمامنا الكثير من التحديات، لكن التحدي الأكبر حين تصبح معالم الكارثة أكثر وضوحاً». وأكد ضرورة رفع العقوبات: «نطالب برفع العقوبات القسرية الظالمة عن الشعب السوري والتي كانت سبباً أساسياً في عرقلة عملية الإنقاذ». وذكر المحافظ «أن عدد ضحايا الزلزال في حلب بلغ 432 وفاة، و714 جريحاً، و6 مفقودين»، في حين أن عدد الأبنية المنهارة بلغ 54 مبنى، وهناك 13 ألف أسرة متضررة».
وأضاف: «مراكز الإيواء التي تم فتحها في حلب بلغت 188 مركزاً، وتم تشكيل 100 لجنة هندسية للكشف عن وضع الأبنية السكنية والمؤسسات الحكومية، والأبنية التي تم الكشف عن سلامتها حتى الآن 11,277 مبنى، منها 8,684 مبنى في حالة سليمة». ولفت إلى أن الطائرات المحملة بالمساعدات التي هبطت في مطار حلب وصلت إلى 37 طائرة، من 12 دولة، ومن المقرر عودة معظم المدارس للعملية التعليمية في حلب يوم الأحد المقبل.
ووصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي حطّت طائرته في قاعدة إنجرليك الجوية جنوب شرقي تركيا، إلى البلاد وافداً من ألمانيا، حيث شارك في مؤتمر ميونيخ للأمن، في زيارة يسعى من خلالها إلى تأكيد دعم الولايات المتحدة لأنقرة. وتوجه رفقة نظيره التركي مولود تشاويش أوغلو، على متن مروحية، إلى ولاية هاتاي لتفقد المنطقة المتضررة من الزلزال. وقال بلينكن: «حين نرى حجم الأضرار وعدد المباني وعدد الشقق وعدد المنازل التي دمّرت، (ندرك) ضرورة بذل جهد هائل لإعادة الإعمار، ونحن ملتزمون ببذل هذا الجهد». وتابع: «نضيف مئة مليون دولار لتقديم المساعدة لمن هم في أمسّ الحاجة إليها». وأفادت مصادر أمريكية بأن وزير الخارجية سيلتقي مسؤولين عسكريين وإنسانيين يتولّون تنسيق عمليات توزيع المساعدات الأمريكية على ضحايا الكارثة. ومن المقرر أن يلتقي بلينكن في أنقرة اليوم الاثنين، خصوصاً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. والزيارة هي الأولى لوزير الخارجية الأمريكي إلى تركيا منذ توليه منصبه قبل عامين، وكانت مقرّرة قبل زلزال السادس من شباط/فبراير الذي فرض تعديل جدول الأعمال. (وكالات)
