دبي: محمود محسن
أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء أن رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي يستعد لمهمة تاريخية للسير في الفضاء خارج محطة الفضاء الدولية، اليوم، ليكون بذلك أول رائد فضاء عربي يسير في الفضاء، وذلك ضمن مهام البعثة 69 الموجودة على متن المحطة، في إنجاز جديد سيجعل دولة الإمارات العربية المتحدة العاشرة عالمياً في مهام السير في الفضاء خارج محطة الفضاء الدولية.
تحظى مهمة السير في الفضاء -وهي الرابعة لهذا العام خارج محطة الفضاء الدولية- بأهمية كبيرة؛ إذ سيؤدي رائد الفضاء سلطان النيادي إلى جانب رائد الفضاء ستيفن بوين من ناسا عدداً من المهام الأساسية.
ومن المتوقع أن تستمر مدة وجودهما خارج المحطة 6.5 ساعات تقريباً بغرض العمل على صيانة محطة الفضاء الدولية وتحديثها، ويتمثل الهدف الأساسي لهذه المهمة في تغيير وحدة RFG الخاصة بترددات الراديو، وهي جزء من نظام الاتصالات S-Band الخاص بمحطة الفضاء الدولية تمهيداً لإعادتها إلى الأرض.
كما سيكمل النيادي والفريق سلسلة من المهام التحضيرية لتركيب ألواح شمسية؛ إذ سيتم تركيب هذه الألواح خلال مهمة لاحقة في يونيو المقبل.
ينطلق البث المباشر لتغطية المهمة في الساعة 4:30 مساءً (بتوقيت دولة الإمارات)، ويمكن متابعته عبر الرابط التالي: www.mbrsc.ae/live، في حين ستبدأ المهمة في الساعة 5:15 مساءً.
كشف رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي عبر «توتير»، عن آلية تجهيز رواد الفضاء للسير خارج المحطة، موضحاً أن الغرفة تنقسم إلى قسمين، أولهما للتجهيز وارتداء البدلة المخصصة للسير في الفضاء، والثاني غرفة يتم إغلاقها بإحكام بعد تجهيز رواد الفضاء حيث يجري تفريغها من الضغط.
وبيّن أن عملية السير خارج المحطة دائماً ما يجريها اثنان من رواد الفضاء لتنفيذ العديد من المهام، كإجراء صيانة معينة، أو تركيب أجزاء وقطع جديدة لمحطة الفضاء الدولية، لافتاً إلى أن بدلة الفضاء، في حدّ ذاتها، تعد كالمركبة الصغيرة التي توفر الحماية لرواد الفضاء، حيث تؤمن تنفيذ المهام لمدة 7 ساعات متواصلة في الفضاء الخارجي، من خلال توفير الأوكسجين للتنفس، وكذلك الحماية من درجات الحرارة العالية التي قد تصل إلى 120 درجة مئوية، ودرجات الحرارة الباردة التي قد تصل في الظلام إلى ما يقرب من 150 درجة تحت الصفر، مبيناً أنها تضم أجهزة لتنقية الهواء من ثاني أوكسيد الكربون، إلى جانب وسائل الاتصالات اللازمة لعملية السير.
وكشف النيادي عن إحدى البدلات الموجودة في المحطة لتعريف الجمهور بأجزائها، مبيناً أن الجزء الخلفي من البدلية والذي يظهر على شكل حقيبة ظهر، هو عبارة عن نظام يوفر الأوكسجين، ويضم معدات التبريد وأجهزة الاتصالات، لافتاً إلى أن البدلة تنقسم إلى جزأين: علوي وسفلي، كما نوه بأن الخوذة الخاصة برواد الفضاء محمية بطبقة قاسية، وتحتوي على نظارة شمسية لاستخدمها في مهمات أثناء ظهور الشمس، إلى جانب أغطية من الجانبين، إضافة إلى غطاء للوقاية من أشعة الشمس المباشرة.
ونفذ رائد الفضاء سلطان النيادي تجارب عملية علمية عدة، بعد قضاء 40 يوماً على متن محطة الفضاء الدولية، للتأقلم مع طبيعة الحياة، تمثل أبرزها في إجراء تجارب على أنسجة القلب، وعلاج مرض السكري، واختبار إمكانية طباعة أنسجة غضروف الركبة في الفضاء، والنوم في الفضاء، بما في ذلك من الكشف عن عملية حفظ العينات التي تمت دراستها في درجة حرارة تصل إلى 100 تحت الصفر قبل إرسالها إلى الأرض ضمن شحنة مركبة «دراغون 27» التابعة ل «سبيس إكس»، من خلال جهاز التبريد المخبري (MELFI)، وشارك الجمهور في الفضاء عملية فصل الأوكسجين عن الهيدروجين للحصول على هواء للتنفس، وتكرير المياه المستخدمة مسبقاً والسوائل الأخرى للحصول على مياه نظيفة من جديد.
كما أطلع المتابعين على وحدة العلوم والمختبر كولومبوس، وأهميتها في إجراء تجارب على المواد والسوائل، وكذلك تجارب زراعة النباتات، مبيناً أهمية تلك التجارب في حياتنا اليومية.
وأكد النيادي أن للإمارات خطوة أولى في المهمة في 2019 بقيادة رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، وتستكمل المسيرة بمهمة ل 6 أشهر، ليشارك من خلالها العديد التجارب العلمية ونتائجها تباعاً خلال الفترة الحالية.
3100 ساعة
خاض رائدا الفضاء سلطان النيادي وهزاع المنصوري 3100 ساعة تدريبية، ضمن الاستعدادات لرحلات الفضاء البشرية طويلة الأمد، بعد اعتماد النيادي أساسياً، والمنصوري احتياطياً، قبل 5 سنوات، موزعة على المهمة الأولى التي أداها «المنصوري» عام 2019، بواقع 1400 ساعة تدريبية، و1700 ساعة من التدريبات المتقدمة.
وشملت الفترة التحضيرية للمهمة الأولى العديد من التدريبات والاختبارات في بيئة تحاكي ظروف انعدام الجاذبية، بمركز «يوري غاغارين» في مدينة النجوم بموسكو، في روسيا.
