عادي

الأمم المتحدة تعتبر الوضع في السودان خارج عن السيطرة

01:02 صباحا
قراءة 3 دقائق

حذرت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، من أن الملايين في السودان يعانون بسبب نفاد الغذاء، وأن بعضهم يموتون بسبب غياب الرعاية الصحية بعد أربعة أشهر من اندلاع الحرب ، وقال مسؤولو هيئات إغاثية كبرى: إن «المجتمع الدولي ليس لديه أي عذر» لتأخره في تخفيف معاناة سكان السودان، الذين وقعوا ضحية النزاع، فيما قالت المنظمة الدولية للهجرة إن ما يقدر بأكثر من مليون شخص فروا من السودان إلى دول مجاورة .

وكشفت الأمم المتحدة، عن أن الأرقام الأولية، تشير إلى مقتل أكثر من أربعة آلاف شخص في السودان، بينهم مئات المدنيين، جراء الصراع.

وذكرت المنظمة الدولية في بيان، أن من بين القتلى 435 طفلاً، و28 عاملاً بالمجالين الطبي والإنساني، معبرة عن اعتقادها بأن العدد الفعلي للضحايا أعلى من ذلك بكثير، وأن الوضع الميداني هناك كارثي. حيث يتعرض السكان للهجمات والنهب ويعانون بسبب انقطاع الكهرباء والاتصالات والمياه، كما أن الكثير من الجثث لم يتم إحصاؤها أو التعرف إليها أو دفنها.

وتعد النساء خصوصاً الأكثر تأثّراً باعتبارهن ضحايا أعمال عنف واغتصاب يرتكبها المقاتلون، فيما يحرمن من الرعاية النفسية والصحية اللازمة، وفق ما أكد ناطقون باسم الهيئات الإغاثية خلال مؤتمر صحفي في جنيف.

جرائم ضد الإنسانية

قالت وكالات الأمم المتحدة في بيان مشترك «الوقت ينفد أمام المزارعين لزراعة المحاصيل التي ستطعمهم هم وجيرانهم. الإمدادات الطبية شحيحة. الوضع يخرج عن السيطرة».

وقال هؤلاء المسؤولون، ومن بينهم رؤساء هيئات تابعة للأمم المتحدة وأخرى خيرية مثل «سيف ذا تشيلدرن» و«كير» إن «نداءاتنا الإنسانية يمكن أن تساعد نحو 19 مليون شخص في السودان والدول المجاورة. ومع ذلك، تم تمويل النداءين اللذين أطلقناهما بنسبة تزيد قليلًا على 27%. هناك حاجة لتغيير هذا الوضع».

وحث الموقعون على النداء أيضاً الجيش وقوات الدعم السريع التي أدخلت البلاد في حرب أهلية على أن تتوقف «فوراً» عن القتال، مؤكدين أن العديد من الانتهاكات التي ارتكبها طرفا القتال ترقى إلى جرائم حرب، وربما جرائم ضد الإنسانية.

وذكَّر الموقعون بأن أكثر من 14 مليون طفل بحاجة للمساعدة الإنسانية، وأن أكثر من 4 ملايين شخص فروا من القتال، وما زالوا نازحين داخل البلاد أو لاجئين في دول الجوار.

ونبهوا إلى أن «الوقت ينفد ليزرع الفلاحون المحاصيل التي سيحصلون منها على غذائهم وغذاء جيرانهم. الإمدادات الطبية نادرة. الحالة تتجه نحو وضع لا يمكن السيطرة عليه».

لكنهم وعدوا بمواصلة «الضغط من أجل الوصول إلى جميع الأشخاص وفي جميع مناطق السودان لتقديم الإمدادات الإنسانية والخدمات الأساسية لهم».

وقالت ليلى بكر من صندوق الأمم المتحدة للسكان «شهدنا ازدياداً في العنف القائم على النوع الاجتماعي بنسبة تتجاوز 900 في المئة في مناطق النزاع. تواجه النساء خطراً كبيراً جداً».

وحذّرت من أن النساء ضحايا هذا النوع من أعمال العنف، واللواتي يصبحن حوامل في نهاية المطاف، يحصلن على رعاية محدودة أو معدومة أحياناً.

32 حادثة عنف جنسي

أما المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، فلفت في بيان إلى أن مكتبه «تلقى تقارير موثوقة عن 32 حادثة عنف جنسي ارتُكبت بحق 73 ضحية حتى 2 أغسطس».

وتابع أن «ذلك يشمل 28 حادثة اغتصاب على الأقل. تورّط رجال ببزات قوات وحدات الدعم السريع في 19 حادثة كمرتكبين لها»، مضيفاً أن «العدد الفعلي للحالات أعلى بكثير على الأرجح». على صعيد آخر، قالت المنظمة الدولية للهجرة أمس الثلاثاء إن ما يقدر بأكثر من مليون شخص فروا من السودان إلى دول مجاورة منذ اندلاع الصراع .

ووفقاً لأحداث الإحصائيات الأسبوعية التي نشرتها المنظمة، تسبب الصراع في عبور مليون و17449 شخصاً الحدود من السودان إلى الدول المجاورة.

الصحفيون يستغيثون

على صعيد آخر، وقعت نقابة الصحفيين ونحو 16 مؤسسة إعلامية وصحفية مستقلة في السودان، أمس، على إعلان مشترك يدعو إلى الوقف الفوري للحرب وضمان سلامة الصحفيين وتمكينهم من تأدية مهامهم من دون اعتراض من طرفي القتال. وقال بيان مشترك صادر عن المؤسسات والأجسام الصحفية «ندعو طرفي الحرب، القوات المسلحة والدعم السريع، إلى الوقف الفوري للحرب، وفتح المسارات الإنسانية، وتمكين الصحافة والصحفيين من نقل الحقيقة للجمهور في السودان والعالم». (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/7thhm8sw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"