الشارقة: جاكاتي الشيخ
يتضح لقارئ «كتاب جدل المرأة والشعر.. دراسة تحليلية حول شعر خلود المعلا» الدور الجلي للشعر النسائي الإماراتي، والمتمثل في قدرة المرأة الإماراتية على التعمق والإبداع والتفرد في مجالات وأنواع الشعر المختلفة، وهو ما استطاعت الكاتبة حمدة إبراهيم العوضي إبرازه في هذا المؤلف الصادر حديثاً بدعم من وزارة الثقافة والشباب، في 230 صفحة من القطع المتوسط.
وكما نعلم، فإن الشعر إرث تاريخي سمعي وبصري لكل من يقرؤه، فهو يعكس بيئة الشاعر التي يعيش فيها، والتي تتجلى في قصائده واصفاً ومادحاً ومحباً وعاشقاً لكل ما يمر عليه من أحداث في حياته وحياة الأمة التي يعيش فيها، وقد كان للنساء حظوة فيما يجعلهن منافسات للرجال في الموهبة الشعرية، وهنا تجد المؤلفة نفسها معتدة بشاعرة إماراتية وأستاذة في مجال علمي، هي خلود المعلا، التي يُشكل شعرها نقطة جدل حول الجمال الإبداعي، ولها ستة دواوين شعرية وحاصلة على جائزتين، هما: جائزة بلند الحيدري في عام 2008م، وجائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للسلام عام 2016م.
ارتأت المؤلفة أن تتناول موضوعها عبر ثلاثة محاور: جاء الأول في تمهيد الكتاب تحت عنوان: جدلية المرأة والشعر، حيث تناولت خلاله أربع نقاط هي: بين «الأدب النسوي» و«الأدب النسائي»، والشعر النسائي في الحضارات القديمة، والشعر النسائي في العصر الحديث، والشعر النسائي في الإمارات، وخلصت إلى إمكانية استخدام مصطلحي «النسوي» و«النسائي» في الآن نفسه، وعرضت أهم الأسماء الشعرية النسائية عبر العصور بما فيها العربية ابتداء من أول امرأة امتهنت حرفة الشعر وهي الشاعرة الأكدية أنخيدوانا «2250-2285 ق.م» وانتهاء بالشاعرات الإماراتيات المعاصرات، مثل ظبية خميس ورهف المبارك وصالحة غابش وخلود المعلا التي يخصص هذا الكتاب لدراسة تجربتها الشعرية.
- التجربة
أما المحور الثاني فقد شمله الفصل الأول، وجاء تحت عنوان: مضامين شعر خلود المعلا، وتناولت فيه أهم المضامين التي ترتكز عليها تجربة الشاعرة خلود، وهي: المضمون الإنساني، والمضمون العربي القومي، والمضمون الاجتماعي والإماراتي.
لتكمل بالمحور الثالث في الفصل الثاني، والذي حمل عنوان: البناء الفني والجمالي لشعر خلود المعلا، وقد استعرضت فيه المؤلفة اللغة في قصائد خلود المعلا، والصور الشعرية لديها، والوزن والموسيقى، والبناء الفني الذي تتميز به.
وهكذا استطاعت المؤلفة في كتابها هذا الذي كان في الأصل رسالة ماجستير أن تعرف الكاتب على القصيدة النسائية، وقصيدة النثر النسائية بالتحديد وعلى بنيتها وهيكلها الذي تتفرد به، خاصة عند شاعرة مرتبطة ببيئة عربية محافظة لها أعرافها وتقاليدها، هي المبدعة الإماراتية خلود المعلا.
