عادي

ترسيخ حضور الإمارات نموذجاً لاستشراف المستقبل

22:10 مساء
قراءة 5 دقائق
1

دبي: «الخليج»

تعتبر مطارات دولة الإمارات أحد اللاعبين الاستراتيجيين في صناعة النقل الجوي على مستوى العالم، بفضل بناها التحتية الحديثة وتطويعها للتكنولوجيا الأكثر تطوراً، وكفاءاتها الوطنية، وتسعى من خلال مبادراتها ومشاريعها إلى دعم توجهات دولة الإمارات المستقبلية ومشروع تصميم الخمسين عاماً المقبلة.

وقد أدت هذه الرؤية التي وُضعت منذ سبعينات القرن الماضي، إلى توفير أسس النجاح لتحقيق دولة الإمارات  خلال الخمسين عاماً الماضية  إنجازات مشرفة جعلتها تحتل موقعاً استراتيجياً مهماً على خارطة النقل الجوي العالمية، خاصة على مستوى إمارة دبي التي يتربع مطارها الدولي على قائمة أكبر مطارات العالم، بأعداد المسافرين الدوليين منذ عام 2014.

لم تركن مطارات دبي إلى ما حققته من إنجازات طوال السنوات الماضية؛ بل تتطلع بقوة إلى الخمسين عاماً المقبلة، معتمدة على بنيتها التحتية المتطورة والمستدامة، لمواكبة المشروع الوطني (تصميم الخمسين عاماً القادمة) الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ضمن المبادرات الداعمة لعام الاستعداد للخمسين الذي أعلنه سموه، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ليكون عام 2020 منطلقاً لتنفيذ أكبر استراتيجية وطنية لإعداد البلاد للخمسين عاماً المقبلة.

استشراف المستقبل

وأكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس مطارات دبي، الرئيس الأعلى، الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، أن مشروع تصميم الخمسين عاماً المقبلة، هو مشروع رؤيوي بامتياز، ستكون له نتائج مبهرة على مستوى الإمارات وانعكاسات غير مسبوقة على الدور المستقبلي الذي ستلعبه على الساحة الدولية، وترسيخ حضورها كدولة نموذج لاستشراف المستقبل.

وقال سموه: «نحن نفخر بما تم تحقيقه خلال ال50 عاماً الماضية من عمر دولتنا الفتية، بفضل الرؤية الثاقبة للآباء المؤسسين والجهود المخلصة لحكومتنا الرشيدة للمضي قدماً في هذه الرؤية نحو المستقبل المنشود، ما أهّلنا لاحتلال المراتب الأولى في العديد من المؤشرات التنافسية العالمية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبنى التحتية، وغيرها من المؤشرات».

وأضاف سموه: «يعتبر قطاع الطيران ركيزة أساسية من ركائز اقتصادنا الوطني؛ لذلك فهو يحظى باهتمام خاص من قبلنا لمواصلة حشد الطاقات المتنوعة والمزايا التنافسية الكبرى التي نتمتع بها، لتغيير مفاهيم السفر كلياً خلال الخمسين عاماً المقبلة، وتقديم تجربة سفر آمنة ومستدامة، معتمدين في ذلك على الدعم المطلق من قيادتنا الرشيدة ومواردنا البشرية المؤهلة».

رسالة وفاء 

وقال سمو رئيس مطارات دبي: «طيب الله ثرى الآباء المؤسسين الذين وضعوا لنا أسس النجاح الباهر الذي حققته دولتنا في كافة المجالات، وهذا المشروع الاستشرافي الذي اعتمدته قيادتنا الرشيدة، هو رسالة وفاء وعرفان لإسهامات قادتنا المؤسسين العظام، وما حققته دولة الإمارات من إنجازات ومكتسبات وطنية تصل إلى حد المعجزات، من حيث المضمون والمدى الزمني الذي تحققت فيه، إنما هو نتيجة لهذه الإسهامات السابقة وللرؤية والتوجيهات الحكيمة لقيادتنا الرشيدة التي ستؤهلنا لإكمال هذه المسيرة المباركة، وبلوغ أهداف مئوية 2071 في أن تكون الإمارات الأكثر تأثيراً على مستوى العالم».

وأكد سموه: «خلال السنوات الماضية استثمرنا عشرات المليارات لإنشاء أفضل البنى التحتية وأكثرها تطوراً في العالم، ونحن في ورشة عمل لا تهدأ للارتقاء الدائم بأدائنا ومرافقنا وخدماتنا، وسنواصل الاستثمار في الإنسان والبنى التحتية لضمان التفوق ومنح عشرات الملايين من المسافرين تجربة سفر لا تنسى. صحيح أن قطاع الطيران العالمي يواجه تحديات على خلفية أزمة فيروس «كورونا»، ولكن نحن متفائلون بأن مرحلة التعافي تعود تدريجياً، وسيعود معها الزخم لهذه الصناعة وستعود دبي للتربع على رأس القائمة مجدداً».

حشد الطاقات المبدعة

وقال جمال الحاي نائب الرئيس في مطارات دبي: «إن مشروع تصميم الخمسين عاماً المقبلة يعد أكبر حشد للطاقات المبدعة لم يشهد له العالم مثيلاً، ودعوة لرسم مستقبل دولة سيخلدها الحاضر والمستقبل». وأضاف الحاي: «يأتي هذا المشروع الاستثنائي في وقت يشهد فيه العالم واحداً من أهم التحديات في تاريخه نتيجة أزمة كورونا، وبالتالي فهو يأتي في وقته المناسب للتفكير ليس فقط في بناء دولة أكثر تقدماً وديناميكية يستفيد من تطورها وحداثتها العالم كله، وإنما أيضاً بناء عالم أكثر التصاقاً بهموم الإنسان أينما كان، وتسخير الطاقات من أجل خير البشرية جمعاء».

وأكد الحاي: «نحن دولة فتية يملؤها الفخر بماضيها، بما يحمله من إنجازات وتجارب نجاح يصعب تكرارها، ويملؤها في الوقت عينه الإصرار والعزيمة على كسر المستحيل في سبيل بناء مستقبل يستجيب لرؤية قيادتنا الرشيدة، ويليق بطموحات كل من يعيش على أرض الإمارات».

 ديمومة الموارد

وقال ماجد الجوكر نائب الرئيس التنفيذي للشؤون المؤسسية في مطارات دبي: «الاستدامة مسألة محورية ضمن استراتيجية مطارات دبي، من أجل الحفاظ على ديمومة مواردنا، وتوفير بيئة مستدامة تواكب التحديات اليومية التي تكتنف قطاع الطيران في كافة المجالات، وعلى رأسها الأمن والسلامة».

وأضاف الجوكر: «لقد استثمرت حكومتنا الرشيدة عشرات المليارات لبناء بنية تحتية متطورة جداً، أهلتنا لما حققناه من إنجازات طوال السنوات الماضية، وكلي ثقة بأنها ستدفعنا للمضي قدماً نحو مستقبل أكثر استدامة ولعب دور استراتيجي في إنجاح مشروع تصميم الخمسين عاماً المقبلة، فيما يتعلق بقطاع الطيران».

اتبع الضوء الأخضر

وقال عمر بن عدي نائب أول للرئيس لشؤون الخدمات الهندسية: «نعمل على تنفيذ رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في ترسيخ ثقافة الابتكار بما يتواكب مع جهود رسم مستقبل الإمارات، من خلال منظومة متكاملة تعزز تنافسية الدولة واستعدادها للخمسين عاماً المقبلة».

وأضاف ابن عدي: «نجحت مطارات دبي في تطوير بنيتها التحتية من خلال استراتيجية الابتكار التي اعتمدتها للارتقاء الدائم بمعايير سلامة الحركة على ساحة المطار، وضمان فاعليتها وسط الظروف الجوية المختلفة. وبناء عليه، قمنا بتطوير عدد من المشاريع من خلال مختبر الخدمات الهندسية للابتكار، بهدف التفكير الاستباقي لوضع الحلول المستقبلية المفترضة في بيئة المطار المليئة بالتحديات على مدار الساعة. 

ومن أبرز المشاريع التي ابتكرناها، مشروع «اتبع الضوء الأخضر» لترسيخ عنصري السلامة والأمان في إدارة العمليات الأرضية». 

وتتلخص فكرة المشروع في تشغيل سلسلة من المصابيح المثبتة على مسارات الإقلاع والهبوط بشكل تلقائي، حيث يتم الربط بين أنظمة الملاحة الجوية والأنظمة الأرضية، بغرض توجيه الطائرات إلكترونياً، في حين تتم هذه العملية في العادة من خلال تلقي التوجيهات والتواصل مع برج التحكم.

ويهدف المشروع إلى الارتقاء بعمليات ساحة المطار إلى مستوى أكثر ذكاء، حيث ستتمكن مطارات دبي من استيعاب حركة النقل الجوي بسهولة أكبر، مع تعزيز مستويات السلامة والأداء في الوقت المحدد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"