عادي

احتفاء بإطلاق «دبا الحصن في ذاكرة أحمد خلفان» بأيام الشارقة التراثية

19:20 مساء
قراءة دقيقتين

مدينة موغلة في التاريخ، تتربع على الساحل الشرقي وتبعد عن إمارة الشارقة نحو 120 كيلومتراً، إنها دبا الحصن التي أطلت بكل تاريخها من بين دفتي كتاب «دبا الحصن في ذاكرة الراوي أحمد خلفان» للدكتور عبد الله جمعة المغني، المتخصص في مجال التاريخ والتراث، واحتفى معهد الشارقة للتراث بإطلاق كتابه خلال جلسة نظمها في «المقهى الثقافي»، ضمن فعاليات الدورة الـ 18 من أيام الشارقة التراثية.

واستهل د. عبد الله المغني حديثه خلال الجلسة التي أدارها د. مني بو نعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر بالمعهد، بالقول: «دبا الحصن محطة للرحالة والشعراء الذين تغنوا بجمالها». وتنقل المغني بين فصول كتابه الجديد، عارضاً بعضاً من ملامح تاريخ المدينة العريقة التي وصفها صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة بـ «المدينة الفاضلة» إبان زيارته لها في 2006؛ حيث أعاد تخطيطها ورسم ملامحها، ورمم معالمها التاريخية والتراثية.

وفتح المغني العيون على دلالة اسم المدينة، والأهمية التاريخية التي تحظى بها، وأشار إلى أن الرحالة البريطاني ويليام بلجريف، شبهها بمدينة نابولي الإيطالية؛ بسبب جمالها وموقعها الاستراتيجي، وعرج في حديثه على ذكرها في المصادر التاريخية، قائلاً: إن أقدم ذكر لـ «دبا» في المصادر التاريخية يعود إلى المؤرخ سترابو، كما ذكرها أيضاً ياقوت الحموي في كتابه «معجم البلدان»، إضافة إلى مجموعة من الرحالة العرب والجغرافيين مثل الوافدي والمرزوقي والأصمعي.

وسلط د. المغني الضوء على المعالم التاريخية التي تمتاز بها المدينة، وتدل على عراقتها، وأشهرها قلعة دبا الحصن، وأوضح: إنها من أهم الآثار التي خلفها التاريخ في المدينة، فشيدت القلعة من الحجارة والطين والجص، وتتميز بطابعها الهندسي وموقعها الاستراتيجي، وكانت سابقاً سكناً للحكام والولاة الذين تعاقبوا على حكم المدينة. وأشار إلى أن القلعة رممت في مطلع السبعينات بتوجيهات من صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة.

وأضاء المغني في فصل آخر على مجموعة من الحرف اليدوية والمهن التي دأب أهالي المدينة على مزاولتها، مقسماً إياها إلى حرف بحرية مثل الصيد والغوص وبناء السفن، ومهن زراعية، وقال: هذه الحرف كان يزاولها الرجال، واشتهرت المدينة بجودة محاصيلها الزراعية، لا سيما الرطب والمانجو والخضراوات، وهناك مهن أخرى اختصت بها النساء مثل صناعة «التلي» و«السفيفة» وغيرها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"