عادي
«اتحاد هيرميس»: الاقتصاد الأمريكي في طريق الانزلاق نحو الركود

الأسهم والسندات تستقبل الأسبوع بمخاوف التشديد الكمي

15:56 مساء
قراءة 4 دقائق
مع تسريع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تقليص ميزانيته العمومية هذا الشهر، يشعر بعض المستثمرين في «وول ستريت» بالقلق من أن ما يسمى بالتشديد الكمي قد يؤثر في الاقتصاد ويجعل هذا العام أكثر صعوبة بالنسبة للأسهم والسندات؛ فبعد أن ضاعف «الفيدرالي» ميزانيته العمومية إلى 9 تريليونات دولار تقريباً بعد الوباء بدأ تفريغ بعض سندات الخزانة والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري التي يحتفظ بها، وبوتيرة 47.5 مليار دولار، وأعلن أنه يزيد هذا الشهر من وتيرة التشديد الكمي إلى 95 مليار دولار.
حجم التقليص هذا لم يسبق له مثيل، وحتى الآن من الصعب تحديد مدى تأثر أسعار الأصول بعد إنهاء البنك المركزي دوره كمشترٍ ثابت لسندات الخزانة وغير متأثر بالأسعار؛ ويقوم بعض المستثمرين بتقليص الأسهم أو الدخل الثابت في ظل تسارع التشديد الكمي مع توخي الحذر من أن العملية يمكن أن تتحد مع بعض العوامل الأخرى، كارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع الدولار، لزيادة الضغط على أسعار الأصول وإلحاق الضرر بالنمو.
ويرى خبراء مثل فيل أورلاندو، كبير استراتيجيي سوق الأسهم في «اتحاد هيرميس» والذي رفع مؤخراً مخصصاته النقدية إلى أعلى مستوى في 20 عاماً، أن الاقتصاد فعلياً في طريق الانزلاق نحو الركود وستسرّع وتيرة بنك الاحتياطي الفيدرالي المتشددة في تسريع انخفاض أسعار الأسهم وزيادة عائدات السندات.
  • السياسة النقدية
وقد أثرت السياسة النقدية المتشددة للفيدرالي في الأسهم والسندات في عام 2022، حيث انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز» بنسبة 14.6% في حين أن العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات القياسية، والذي يتحرك عكسياً مع الأسعار، وصل مؤخراً إلى 3.30% بعد ارتفاع 182 نقطة أساس هذا العام. وعلى الرغم من أن البيانات الأخيرة أظهرت أن الاقتصاد الأمريكي ظل مرناً في مواجهة ارتفاع أسعار الفائدة إلا أن العديد من الاقتصاديين يعتقدون بأن تشديد السياسة النقدية يزيد من فرص حدوث ركود العام المقبل.
وفي مايو، توقع بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك أن يقوم البنك المركزي بتخفيض 2.5 تريليون دولار من ممتلكاته بحلول عام 2025 وتختلف التقديرات حول كيفية تأثير ذلك في الاقتصاد؛ فقد قال أورلاندو من «اتحاد هيرميس» إن كل تريليون دولار في تخفيض الميزانية العمومية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي سيعادل 25 نقطة أساس إضافية في الزيادات الضمنية في أسعار الفائدة فيما يُقدّر إيان لينجن، رئيس استراتيجية الأسعار الأمريكية في «بي ام أو كابيتال ماركتس»، أنه ربما يضيف ما يصل إلى 75 نقطة أساس حتى نهاية عام 2023 وحده.
من ناحية أخرى يعتقد سولومون تاديسي، رئيس استراتيجيات الكمية في أمريكا الشمالية في بنك «سوسيتيه جنرال»، أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض في النهاية 3.9 تريليون دولار من ميزانيته العمومية، أي ما يعادل 450 نقطة أساس في الزيادات الضمنية في أسعار الفائدة.
ورفع بنك الاحتياطي الفيدرالي بالفعل أسعار الفائدة بمقدار 225 نقطة أساس ومن المتوقع زيادة أخرى بمقدار 75 نقطة أساس في وقت لاحق من هذا الشهر.
ويقول تاديسي، الذي يعتقد أن مؤشر «ستاندرد آند بورز» يمكن أن ينخفض إلى نطاق 2900-3200، أن زيادة التشديد الكمي ربما تكون هي الأمر الذي قد يؤدي إلى الانخفاض التالي في الأسواق.
  • مراقبة البيانات
يراقب المستثمرون هذا الأسبوع بيانات أسعار المستهلكين لشهر أغسطس لرصد أي إشارات إلى أن التضخم قد بلغ ذروته، وسيعقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي اجتماع السياسة النقدية في 21 سبتمبر؛ ويرى بعض الخبراء أن انخفاض السيولة من تشديد الأوضاع المالية يزيد بالفعل من صعوبة اتخاذ مراكز سندات كبيرة ومن المرجح أن يسهم في مزيد من التقلب في المستقبل لذلك يجب أن تكون هنالك وقفة قبل اتخاذ أي قرار.
ورغم أن سندات الخزانة طويلة الأجل جاذبة إلا أنه يجب الحذر في إضافة المزيد من المخاطر حتى تهدأ عاصفة هذه التقلبات خاصة وأنه من الصعب للغاية تحديد الأسواق التي ستكون الأكثر تضرراً، ومن المؤكد أن بعض المستثمرين يشكون في أن التشديد الكمي سيكون له تأثير كبير على الأسواق.
وكتب المحللون الاستراتيجيون بقسم إدارة الثروة العالمية في بنك «يو بي اس» يوم الخميس: «تسريع وتيرة التشديد الكمي معروفة منذ أن أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي عن خططه هذه في مايو ومع ذلك، وعند دمجها مع التشدد في سعر الفائدة، تركز توقعات السوق على وتيرة أعلى حتى على الرغم من أن التأثير على السوق على المدى الطويل ليس جوهرياً».
ويرى ديفيد بيانكو، كبير مسؤولي الاستثمار في الأمريكتين في مجموعة «دي دبليو اس»، أن كلاً من أزمة الطاقة في أوروبا ووتيرة ومدة رفع أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي والركود الأمريكي المحتمل من المرجح أن تتفوق على التشديد الكمي كقوى محركة للسوق. وقال: «نحن لا نستبعد آثار التشديد الكمي لكنها تتضاءل مقارنة بالآثار المتعلقة بالحد الذي يرفع إليه الفيدرالي سعر الفائدة بين عشية وضحاها ومدة استمراره».
أبرز أحداث الأسبوع الاقتصادية
الاثنين 12 سبتمبر
  • 11:00 توقعات الفيدرالي في نيويورك للتضخم لمدة 3 سنوات/ أغسطس
الثلاثاء 13 سبتمبر
  • 6:00 مؤشر الاتحاد الوطني للأعمال المستقلة / الأعمال الصغيرة/ أغسطس
  • 8:30 مؤشر أسعار المستهلك/ أغسطس
  • 8:30 مؤشر أسعار المستهلك الأساسي/ أغسطس
  • 8:30 أسعار المستهلك على أساس سنوي/ أغسطس
  • 8:30 مؤشر أسعار المستهلك الأساسي (على أساس سنوي)/ أغسطس
  • 14:00 الميزانية الفيدرالية/ أغسطس
الأربعاء 14 سبتمبر
  • 8:30 الطلب النهائي لمؤشر أسعار المنتجين/ أغسطس
الخميس 15 سبتمبر
  • 8:30 صباحاً المطالبات الأولية لإعانة البطالة / 10 سبتمبر
  • 8:30 المطالبات المستمرة لإعانة البطالة/ 3 سبتمبر
  • 8:30 مبيعات التجزئة/ أغسطس.
  • 8:30 مبيعات التجزئة باستثناء المركبات/ أغسطس.
  • 8:30 بتوقيت فيلادلفيا بشأن مؤشر التصنيع الفيدرالي/ سبتمبر
  • 8:30 بمؤشر «إمباير ستيت» التصنيعي/ سبتمبر
  • 8:30 مؤشر أسعار الواردات/ أغسطس.
  • 9:15 مؤشر الإنتاج الصناعي/ أغسطس
  • 9:15 الاستفادة من القدرات/ أغسطس
  • 10:00 جرد الأعمال/ يوليو
الجمعة 16 سبتمبر
  • 10:00 مؤشر ثقة المستهلك من جامعة ميتشيغان / سبتمبر
  • 10:00 توقعات تضخم أسعار المستهلك من جامعة ميتشيغان لمدة 5 سنوات/ سبتمبر
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ynudz63e

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"