عادي

ثلاث ثورات لعلاج عيوب انكسار العين

15:42 مساء
قراءة دقيقتين

القاهرة: «الخليج»

في عصر السيادة العلمية للغرب، يحتاج القارئ العربي إلى جرعة مكثفة من العلوم، جرعة مبسطة ودقيقة وعميقة، وتقع هذه المسؤولية على عاتق رجال العلم العرب، لكن المهمة ليست سهلة، رجال علم قضوا حياتهم بين أروقة الجامعة وأنابيب المختبر وبين آهات المرضى، تجربة أكسبتهم قسوة، أو لنقل عملية أو براجماتية شديدة، وأبعدتهم عن الرومانسية والشاعرية والأحاسيس المباشرة، فابتعدوا عن القارئ العادي، واكتفوا بالقارئ المتخصص، واتسعت الفجوة بين العلماء والعامة.

يعترف د. حسام الزمبيلي في كتابه «حكيم عيون.. باقة زهور من بستان حكمة طب العيون» بأن هذا كان خطأ كبيراً، فقد ترك العلماء العامة فريسة للغث والضحل والتافه، فتسطح المجتمع، المعضلة أن هذا المجتمع هو مفرخة العلماء، نقص إنتاج المجتمع للعلماء، فازداد انعزال العلماء وهاجروا.

الهجرة لم تكن حلاً، هروب أو انسحاب مؤقت، أياً كان، خسرت بلادنا أيما خسارة، تصدى لهذه المعضلة كتيبة من الأدباء والعلماء، يملكون من صنعة اللغة وفنونها مثلما يملكون من شكيمة العلم ويتقنون نظرياته، ليقدموا وجبة جذابة للعامة والمثقفين، وتفيد حتى المتخصصين، هدفهم هو تجسير الهوة بين العلم والمجتمع، ليصبح مجتمعاً عالماً.

يشير الكتاب إلى رحلة البشرية مع قصر النظر وطول النظر و«الاستجماتيزم»، أو ما يسمى إجمالاً: «عيوب انكسار الإبصار» هي رحلة الدموع والابتسامات، رحلة الإحباطات والنجاحات، رحلة الظلام والنور، لا يستطيع أحد أن يصف شعور أولئك الذين يعانون درجات كبيرة من قصر النظر أو طول النظر أو «الإستجماتيزم» منذ ولادتهم.

يقول المؤلف: «لا أستطيع أن أدعي معرفتي بهذا الشعور، لكن المرء يستطيع أن يكوّن فكرة جيدة عن الشيء عن طريق مشاهدة نقيضه، لقد أتيح لي أن أشاهد هذا النقيض، وأعايشه في المئات والآلاف من المرات، التي شاهدت فيها دموع الفرح في عيون مرضاي، عندما يرتفع الغطاء من على أعينهم، فإذا بهم يبصرون الدنيا، كما لم يبصروها في حياتهم».

يرى الكتاب أن وصول علم الطب إلى مناطق غير مطروقة من قبل البشر، اعتمد على جهود المئات من الأطباء والعلماء على مر آلاف السنين، كللت بالنجاح في ارتياد عوالم كانت مجهولة، مر خلالها الطب بما أرّخ له مؤلف هذا الكتاب على أنه ثورات ثلاث لعلاج عيوب انكسار العين: الثورة الأولى اكتشاف النظارة الطبية، والثورة الثانية اكتشاف العدسات اللاصقة، أما الثورة الثالثة فهي جراحات انكسار العين عامة، والليزك خاصة.

يرى المؤلف أن هذه الثورات الثلاث أشبه بالثورات الثلاث التي أدت إلى ارتياد الفضاء: الثورة الأولى اختراع محرك الاحتراق الداخلي، وبالتالي السيارات، والثورة الثانية اختراع محرك الدفع النفاث وعلم ديناميكية الطيران والتي أدت إلى تغلب البشر على الجاذبية الأرضية والتحليق في الأجواء مع الصقور والنسور، أما الثورة الثالثة فكانت اختراع المحركات الصاروخية وتكنولوجيا الفضاء، والتي أدت إلى تحرر البشرية، ولأول مرة، من قيود كوكب الأرض وغلافه الجوي، وبداية الانطلاق إلى ما بعدها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/28662sds

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"