عادي

اشتباك غير مسبوق بين عون والحريري يبدد التفاؤل في لبنان

18:59 مساء
قراءة 3 دقائق
عون والحريري (أرشيفية)

بيروت - «الخليج»
تبددت الأجواء التفاؤلية بإمكانية الوصول إلى حل لأزمة التأليف الحكومي التي سادت في اليومين الماضيين انطلاقاً من مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتصاعدت، الأربعاء، حدة السجالات والاتهامات المتبادلة التي وصلت الى حد الاشتباك الكلامي غير المسبوق بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وبين تياري «المستقبل» و«الوطني الحر»، على نحو يعيد الامور الى ما دون نقطة الصفر، في وقت يواصل لبنان الغرق في أزماته الاقتصادية والمالية والاجتماعية، وبدأ موظفو الادارات والمؤسسات العامة إضراباً بدعوة من رابطة موظفي القطاع العام يستمر ثلاثة أيام.

هروب من تحمل المسؤولية
واتهمت الرئاسة اللبنانية، في بيان، الحريري باستمرار الهروب من تحمل مسؤولياته في تأليف حكومة متوازنة وميثاقية تراعي الاختصاص والكفاءة وتحقق المشاركة، ما يشكل إمعاناً في انتهاك الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، وينم عن رغبة واضحة ومتعمدة في تعطيل عملية تشكيل الحكومة. كما اتهمت الرئيس المكلف بالاصرار على محاولة الاستيلاء على صلاحيات رئيس الجمهورية وحقه الطبيعي في احترام الدستور من خلال اللجوء الى ممارسات تضرب الاعراف والأصول، وابتداع قواعد جديدة في تشكيل الحكومة منتهكاً التوازن الوطني الذي قام عليه لبنان. ورفض البيان تحميل عهد الرئيس عون مسؤولية ما آلت اليه الاوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية، مشيراً الى أن ما ورثه العهد من أوضاع مالية صعبة وديون هو «ثمرة» ممارسات فريق الرئيس المكلف وسوء إدارته لشؤون الدولة منذ مرحلة ما بعد الطائف حتى اليوم، وبالتالي فان «المستنقع» الذي يدعي بيان تيار «المستقبل» أن البلاد غارقة فيه، هو من إنتاج منظومة ترأسها تيار «المستقيل» وتسلطت على مقدرات البلاد. وكان تيار «المستقبل» قد هاجم في بيان يوم الثلاثاء الماضي عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بعنف، متسائلاً.. هل نحن في عهد جبران باسيل أم في عهد ميشال عون؟ متهماً باسيل بتحويل القصر الرئاسي في عهد عون إلى مؤسسة حزبية تابعة له، مؤكداً أنه نجح في استنزاف الرئاسة اللبنانية وتعريضها لأبشع التهم والأوصاف وتفخيخها بفريق عمل من المستشارين يتنافسون على تنصيب «سيد العهد على عرش أسوأ العهود في تاريخ لبنان»، معتبراً أن «باسيل الذي يقود اللبنانيين إلى جهنم التي بشرنا بها رئيس جمهوريته، مولع بإشعال النيران السياسية هنا وهناك».

إعادة إنتاج باسيل
ولم يتأخر تيار «المستقبل» في الرد على بيان الرئاسة اللبنانية، الذي صدر الاربعاء، حيث اعتبر في بيان ثان أنه «قد ثبت بالوجه الشرعي والسياسي والدستوري أن رئاسة الجمهورية تقع أسيرة الطموحات الشخصية لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وأن الرئيس عون مجرد واجهة لمشروع يرمي الى إعادة إنتاج باسيل في المعادلات الداخلية، وإنقاذه من حال التخبط الذي يعانيه». وأضاف البيان: «من المؤسف، أن يصبح موقع الرئاسة ممسوكاً من قبل حفنة مستشارين، يتناوبون على كسر هيبة الرئاسة وتلغيمها بأفكار واقتراحات وبيانات لا تستوي مع الدور الوطني المولج بها، ومن المؤسف أن تسمح الرئاسة لرئيس تيار سياسي وحزبي بمصادرة جناح خاص في القصر الجمهوري يخصص للاجتماعات الحزبية وإدارة شؤون الرئاسة، والأشد أسفاً أن يقبل رئيس البلاد التوقيع على بيان، أعده جبران باسيل شخصياً في حضور نادي مستشاري السوء الذي يقيم أيضاً في الجناح المذكور».
الى ذلك، نفذ موظفو الادارات والمؤسسات العامة الأربعاء، إضراباً بدعوة من رابطة موظفي القطاع العام يستمر 3 أيام، احتجاجاً على تفاقم الوضع المعيشي بوتيرة غير مسبوقة وتدني القيمة الشرائية للرواتب، فأقفلت الدوائر الرسمية أبوابها، في حين حضر بعض الموظفين الى مكاتبهم من دون القيام بأي معاملات وسجل خرق جزئي في صيدا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"