عادي
مات هندرسون رئيس «سترايب» الإقليمي في حوار مع "الخليج":

الإمارات نجحت في ترسيخ موقعها على خريطة التكنولوجيا العالمية

22:32 مساء
قراءة 7 دقائق
701

حوار: عبير أبو شمالة

قال مات هندرسون، رئيس منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في شركة المدفوعات الرقمية «سترايب»، إن الإمارات نجحت في ترسيخ موقعها على خريطة التكنولوجيا العالمية بفضل قصص النجاح التي شهدتها شركات كبرى مثل نون وكريم، إلى جانب الارتفاع المستمر في عدد الشركات الناشئة في مجال الخدمات الابتكارية، مثل كيتوبي وسوق المال.

وأكد في حوار مع «الخليج»، أن هذا ما جذب الشركة لإنشاء مقرها الإقليمي في دبي، إضافة إلى الارتفاع الملحوظ في معدلات الطلب على خدمات الشركة على المستويين المحلي والعالمي، حيث تلقت الشركة طلبات من آلاف الشركات في الإمارات لتسريع معدلات النمو لديها. وفي ما يلي نص الحوار:

* لماذا اختارت «سترايب» مدينة دبي لإنشاء مقرها الإقليمي؟

- يعود السبب في الواقع إلى الارتفاع الملحوظ في معدلات الطلب على المستوى المحلي والعالمي. لقد تلقينا طلبات من آلاف الشركات في الإمارات لطرح «سترايب» في المنطقة من أجل تسريع معدلات النمو لديها، كما أن معظم مستخدمي شبكة «سترايب» على المستوى العالمي يتطلعون إلى دولة الإمارات كوجهة رئيسية لتوسيع أعمالهم فيها. ومع إطلاق خدماتنا في المنطقة، أصبح باستطاعة الشركات العالمية مثل Glofox، التي تستخدم البرمجيات كخدمة SaaS لإدارة النوادي الرياضية المستخدمة من قبل شركات اللياقة البدنية حول العالم، أن تركز على توسيع خدماتها في المنطقة.

إضافة إلى ذلك، فإن قطاع التكنولوجيا في الإمارات يشهد ازدهاراً واضحاً، كما أن الإمارات حجزت لها موقعاً على خريطة التكنولوجيا بفضل قصص النجاح التي شهدتها شركات كبرى مثل نون وكريم، إلى جانب الارتفاع المستمر في عدد الشركات الناشئة في مجال الخدمات الابتكارية، مثل كيتوبي وسوق المال.

* هل يمكنك تقديم ملخص عن نموذج أعمال الشركة وما الذي يميّزها عن منافسيها؟

* هل يتطلب نموذج الأعمال الذي تنتهجه الشركة الدخول في شراكات مع البنوك والمؤسسات المالية؟

- مهمتنا هي زيادة الناتج المحلي الإجمالي للإنترنت. وبالنسبة لمستخدمينا، يعني ذلك أننا نساعدهم على تنمية أعمالهم عبر الإنترنت.

أما بالنسبة إلى الشركات الناشئة، فنحن نقدم تسهيلات كبيرة لمساعدة هذه الشركات على بدء معالجة وقبول الدفعات عبر الإنترنت، مما يعني أن الشركات ليست بحاجة بعد الآن، إلى زيارة فروع البنك باستمرار لتنفيذ المعاملات التجارية، أو اعتماد النماذج الورقية، أو تلقي مجموعات من رسائل البريد الإلكتروني. فبمجرد إعداد خدماتنا، ستحصل الشركة على المستوى نفسه من الخدمات التكنولوجية لمعالجة الدفعات وبدرجة عالية من الجودة التي نوفِّرها لأكبر شركات الإنترنت في العالم.

لقد تم تصميم منتجات «سترايب» لدعم نماذج الأعمال الجديدة التي تدعم استخدام الإنترنت. إن العديد من المنصات التي تستخدم نموذج البرمجيات كخدمة الأكثر نجاحاً على مستوى العالم، ومتاجر التسوق عبر الإنترنت، مبنية على تكنولوجيا «سترايب»، بما ذلك تطبيقات شوبيفاي، وسلاك.

* ما هي توقعاتك بالنسبة لسوق الإمارات والمنطقة، وإلى أي مدى يختلف سوق الإمارات عن السوق الأمريكية؟

- نحن متفائلون للغاية بشأن قطاع التكنولوجيا في الإمارات. صحيح أن السوق قد شهد معدلات نمو رائعة، ولكننا نعتقد أننا لا نزال في مرحلة مبكرة للغاية من التوسع السريع لشركات الإنترنت في المنطقة. إن الإمارات تمتلك المقومات اللازمة لتحقيق النجاح في مجال التكنولوجيا على المدى الطويل، بما في ذلك القدرة على توظيف المواهب، وتوفر المستثمرين الطموحين، والأنظمة واللوائح المتجددة، وسوق محلية ذات قدرة عالية على استخدام الإنترنت.

تقدم «سترايب» خدماتها حالياً في أكثر من أربعين دولة حول العالم، وتختلف هذه الخدمات باختلاف كل سوق. وتعتبر خدمات معالجة الدفع من القطاعات التي تشهد توسعاً كبيراً في جميع الأسواق المحلية مع اتسامها بخصوصيات ثقافية عميقة. ومع ذلك، فإن جميع الأسواق التي نعمل بها تتسم بخصائص مشتركة تتمثل في احتضانها لأعداد كبيرة من الشركات الطموحة التي تتطلع إلى تحقيق النمو. لقد بدأت مسيرتنا في دولة الإمارات منذ بضعة أشهر فقط، ومع ذلك فقد شهدنا وجود العديد من هذه الشركات الطموحة محلياً.

منذ سنوات قليلة، لا يوجد في المنطقة سوى عدد قليل من شركات اليونيكورن؛ أي الشركات الناشئة الخاصة التي تقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار. أما الآن فقد اختلف هذا الوضع كثيراً. وفي العام الماضي، شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا استثمارات قياسية بلغت مليار دولار في الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا (بزيادة قدرها 13% على عام 2019)، حيث تصدرت دولة الإمارات القائمة، مع تحقيقها لما يصل إلى 56% من قيمة الصفقات؛ أي ما يعادل 579 مليون دولار أمريكي، وأكثر من ربع (26%) حجم الصفقات.

كما أن مدى إقبال الشركات على الاستثمار بدأ ينمو بشكل أسرع، فقد ارتفع تمويل رأس المال الاستثماري لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في النصف الأول من عام 2021 بنسبة هائلة بلغت 64% على أساس سنوي، مع توقع أن يصل إجمالي الإنفاق على التكنولوجيا إلى 171 مليار دولار في عام 2021، بزيادة قدرها 4.5% على عام 2020.

* ما هو حجم الفرص التي تتوقعونها في دولة الإمارات والمنطقة، سواء من حيث حجم المدفوعات أو عدد الشركات التي يمكنها الاستفادة من خدماتكم؟

- الواقع أن اتجاهات النمو القصيرة الأجل في قطاع التكنولوجيا في الإمارات هي في غاية الوضوح، وتتمثل في ظهور مزيد من الشركات الناشئة، ومزيد من التمويل، ومزيد من المواهب. وهذه أنباء رائعة، ولكن ما يدعو أكثر إلى التفاؤل، هو النظر إلى ما وراء الأفق والتفكير في مدى التقدم الذي يمكن إحرازه في العقود المقبلة.

لقد قطعت دولة الإمارات شوطاً كبيراً في طريق التحول إلى مركز عالمي رئيسي للتكنولوجيا، سواء باعتبارها مقراً إقليمياً للشركات العالمية، أو باعتبارها مسقط رأس جيل جديد من قادة التكنولوجيا.

أما من حيث عدد الشركات التي يمكن أن تستخدم «سترايب»، فإن ذلك يتضمن أي شركة يعتمد نموذجها على تحقيق الأرباح عبر الإنترنت، ومن المتوقع أن ينتشر هذا النموذج في جميع قطاعات الأعمال تقريباً.

* لقد بدأتم العمل في الدولة منذ إبريل الماضي، هل يمكنك أن تخبرنا أكثر عن الإنجازات التي تم تحقيقها خلال الأشهر الماضية؟

- منذ إطلاق أعمالنا في المنطقة في إبريل الماضي، نجحنا في إضافة أول منتج للدفع الذاتي في الشرق الأوسط في مايو، ونحن نعمل على الكثير من الميزات والتحديثات الجديدة في الفترة القادمة.

كما أننا بدأنا بدعم الشركات الكبرى في الإمارات في تسريع وتيرة نموها مثل شركة إليوجنز، وهي شركة محلية رائدة في مجال التكنولوجيا، وتستخدم «سترايب» لإنشاء تدفق جديد للإيرادات، إضافة إلى مساعدة مستخدميها على تسهيل إدارة العملية المعقدة لإدارة الدفعات عبر الإنترنت. كما يسرنا العمل مع عدد من الشركات المحلية، مثل ماموباي، وهي شركة في مجال التكنولوجيا المالية و«ذا جفنج موفمنت» وهي علامة تجارية رياضية تركز على الاستدامة، وشركة سكوات وول للملابس الرياضية.

وقد قمنا بمساعدة هذه الشركات على توسيع نطاق أعمالها وإنشاء قنوات جديدة لاستحواذ العملاء، وهو أمر كانت تعجز عن تحقيقه في الماضي.

* ما هي توقعاتكم لقطاع تكنولوجيا المعلومات والإنترنت في الدولة؟ كيف أسهم الوباء برأيكم في تسريع نمو هذا القطاع؟

- لقد قلب الوباء حياتنا رأساً على عقب، ومع ذلك فقد استفادت بعض القطاعات من الظروف السائدة، حيث شهدت عمليات الدفع تحولاً سريعاً نحو جيل جديد من حلول الدفع الإلكترونية، خاصة أن الأنشطة الاقتصادية بدأت بالتزايد عبر شبكة الإنترنت، سواء لشراء البقالة، أو حجز حصص في صالات الألعاب الرياضية، أو حتى الوصول إلى الخدمات العامة. إن أبرز ما يدعو إلى التفاؤل هو أن هذه الأنشطة لا تشكل سوى جزء صغير من حجم التجارة العالمية عبر الإنترنت، مما يعني أننا لا نزال في مطلع عملية التحول.

* كيف ترى المنافسة في الأسواق التي تعملون بها، سواء في المنطقة أو على مستوى العالم؟ كيف تقيّمون أنفسكم في هذا السوق؟

- بحسب مستخدمينا، فإن البديل عن «سترايب» هو التوقف عن أداء العمل. ففي غياب «سترايب»، تختار الشركات عدم محاولة أي حلول أخرى لتعزيز تدفق العائدات لديها، أو التوسع نحو أسواق جديدة، مما يعني أنها تختار الاستغناء عن الأفكار الجديدة المطروحة لديها بدلاً من تحويلها إلى واقع ملموس. وبالتالي، فإن جهودنا نحو توسيع خدماتنا وإتاحتها لأكبر عدد من الشركات في مختلف أنحاء العالم، تسهم بشكل فعال في تحقيق طموح هذه الشركات وتعزيز نموها.

لهذا السبب أطلقنا حل قبول المدفوعات الذاتية للشركات الذي يعتبر الأول من نوعه في الإمارات.

* ما هي أهم التحديات التي تعتقد أنها قد تواجه أعمالكم في الإمارات والمنطقة؟

- يشهد سوق الإمارات حالياً موجة كبيرة من الطموح، ومهمتنا إزاء ذلك تتلخص في تيسير الخدمات المختلفة التي تستقطب رواد الأعمال في الإمارات ودعوتهم إلى تجربتها.

إن النهج الذي نتبعه لتحقيق هذه الغاية، هو في البقاء على مقربة شديدة من مستخدمينا، والتعرف إلى خططهم، ومناقشة التحديات التي يواجهونها، لنتوصل إلى فهم شامل لكيفية القدرة على مساعدتهم.

مساعدة الشركات على التوسع في الخارج

رداً على سؤال حول مساعدة «سترايب» للشركات بالإمارات على التوسع في الخارج قال هندرسون: تعمل «سترايب» حالياً في أكثر من 40 دولة، وهي تغطي 70% من اقتصاد العالم.

ويستفيد مستخدمونا من الامتداد العالمي الذي حققناه للحد من كلفة التوسع إلى أسواق جديدة.

إن الشركات الموجودة في الإمارات والتي ترغب في التوسع إلى أسواق في أوروبا وآسيا، لم تعد بحاجة إلى إقامة شراكات مصرفية جديدة لمعالجة المدفوعات في كل بلد، أو تكييف خدماتها مع أساليب الدفع المختلفة التي يفضلها المستخدمون، أو بذل جهود إضافية لدمج طرق الدفع هذه وتحديد مواقع صفحات الدفع عبر الإنترنت. لقد أصبح بإمكان «سترايب» توفير كافة هذه الخدمات لعملائنا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"