عادي

«إبيك جيمز» و«آبل» تعدّان حججهما قبل معركتهما القضائية

12:21 مساء
قراءة 3 دقائق
Video Url
فورتنايت

بدا واضحاً أن المعركة بين «آبل» و«إبيك جيمز» ستكون شرسة، وأن مسار الدعوى القضائية بين الشركة المصنّعة لهواتف «آي فون» وتلك الناشرة للعبة الفيديو الشهيرة «فورتنايت»، سيحظى بمتابعة من كثب من شركات كثيرة ونواب أميركيين يتهمون «آبل» بممارسات مانعة للمنافسة.
وفي لائحة من 300 صفحة تسلمتها محكمة أوكلاند في ولاية كاليفورنيا الأربعاء، اعتبر وكلاء الدفاع عن «آبل» التي تتخذ من مدينة كوبرتينو مقراً لها إن «إبيك تسعى إلى تصوير آبل على أنها شريرة بهدف إحياء الاهتمام بفورتنايت التي تشهد تراجعاً».
وكانت المجموعة الناشرة للعبة الفيديو ذات الشعبية كبيرة التي قدمت إلى المحكمة لائحة بحجم مماثل، رفعت دعوى ضد «آبل» في آب/أغسطس بتهمة إساءة استخدام الهيمنة على نظام تشغيل الهاتف المحمول الخاص بها «آي أو إس».
ولاحظت «إبيك جيمز» أن «آبل» «عمدت من خلال الوسائل التقنية والتعاقدية إلى بناء منظومة آي أو إس» بطريقة تقيد توزيع التطبيقات، وتستبعد منافسيها، وتضر بالمنافسة والمستهلكين». ومن المتوقع أن يشارك في المحاكمة شخصياً رئيس «إبيك» تيم سويني ورئيس «آبل» تيم كوك.
وحاولت «إبيك جيمز» خلال الصيف الفائت الالتفاف على ما يسميه «ضريبة آبل» من خلال توفيرها للمستخدمين بديلاً من نظام الدفع في مخزن «آبل» للتطبيقات «آب ستور» على «آي أو إس». وسارعت الشركة المصنعة لهواتف «آي فون» الذكية إلى إزالة «فورتنايت» من متجرها للتطبيقات معللة ذلك بانتهاك قواعد العقد بين الشركتين، وهو إجراء أيدته المحكمة.
سوق مقفلة
إلا أن القضية باتت تتجاوز الخلاف بين المجموعتين. إذ تعتبر الشركات الأخرى، مثل «سبوتيفاي» ، أن العمولات البالغة 15-30% التي تفرضها «آبل» على معظم المعاملات التي تتم من خلال «آب ستور» والتطبيقات التي يتم تنزيلها، مرتفعة جداً وغير عادلة.
وتعمل جهات تنظيمية أميركية مختصة بمكافحة الاحتكار على التحقيق في ممارسات شركة «آبل»، وهي عملياً «خصم وحكم» في الوقت نفسه في متجر التطبيقات، لأنها توزع أيضاً تطبيقاتها عبره.
أما على الأجهزة الأخرى، فيعمل نظام «أندرويد» (من «جوجل») بطريقة مماثلة، مع فارق جوهري واحد هو أن استخدام الأنظمة الأساسية البديلة مسموح.
وبالتالي، فإن شكوى «إبيك جيمز» تهدد النظام الذي تقوم عليه استراتيجية «آبل» التي تشجع المستهلكين على البقاء ضمن مجموعتها من المنتجات المادية والرقمية، من أجهزة «آي فون» إلى الملحقات المتصلة ومنجاتها الترفيهية، وسواها.
وتشدد مجموعة كوبرتينو منذ سنوات على أن عمولتها تُستخدم لضمان الأداء السليم للمنصة، لا سيما في ما يتعلق بالأمان. وهي تعتبر أن نجاح متجرها للتطبيقات يعود بالفائدة على المستخدمين والمطورين على السواء.
وأشار محامو الشركة إلى أن «إبيك جيمز» «حققت إيرادات تزيد عن 700 مليون دولار من عملاء آي أو إس خلال العامين اللذين توافرت خلالهما لعبة فورتنايت في متجر التطبيقات».
إلا أن «إبيك جيمز» اعتبرت أن «آبل» تسيء استغلال احتكار توزيع التطبيقات على «آي أو إس».
وذ لاحظت «إبيك فيمز» أن ثمة نحو مليار جهاز «آي فون» عامل في كل أنحاء العالم، وهم مستهلكون من المرجّح أن يكونوا ميسورين، أبرزت أن الناشرين الذين يرغبون في دخول هذه السوق مجبرون على دفع عمولات معوقة والموافقة على الشروط المانعة للمنافسة التي تفرضها «آبل».
معجزة اقتصادية
اتهم محامو «إبيك جيمز» شركة «آبل» بأنها نستخدم متجر التطبيقات «كسلاح ضد منافسيها»، إذ ترفض أو تؤخر التطبيقات المنافسة «تحت ذرائع كاذبة»، مستندين عى كلام لمدير متجر التطبيقات السابق فيل شوميكر الذي تحدث عن هذه الشروط خلال جلسة استماع أمام لجنة برلمانية في تشرين الأول/أكتوبر الفائت.
وأورد شوميكر أمثلة عن تطبيقات منافسة تابعة لـ «جوجل» و«أمازون» و«دروب بوكس».
وسيتعين على «إبيك» أن تثبت أن ممارسات «آبل» تضر بالمستهلكين، لذلك ستذكر أن بعض الشركات الناشرة، مثلها، ترفع أسعارها على «آي فون» للتعويض عن العمولة.
كذلك ستسعى إلى دحض حجة الأمان التي تركّز عليها «آبل».
ووفقاً لوثائق «آبل» الداخلية التي استشهد بها محامو «إبيك»، فإن إريك فريدمان، وهو مدير فريق لمكافحة الاحتيال، قارن دفاعات «آب ستور» بـ «سيدة جميلة تستقبلك بالزهور في مطار هاواي بدلاً من كلب مدرب على كشف المخدرات».
أما شركة التكنولوجيا العملاقة فتعتزم القول إنها تواجه منافسة قوية في توزيع تطبيقات الألعاب من متاجر التطبيقات الأخرى (مثل «جوجل بلاي»)، وأجهزة ألعاب الفيديو («بلاي ستيشن» و«إكس بوكس») والكثير من منصات البث التدفقي لهذه الألعاب.
وقال تيم كوك أخيرا لصحيفة «نيويورك تايمز» إن «آبل» ساعدت «في بناء اقتصاد يجلب أكثر من 500 مليار دولار سنوياً، ولا تتلقى سوى دفعة من هذا المبلغ مقابل كل الابتكارات التي سهّلتها وتكاليف التشغيل».
ووصف متجر التطبيقات بأنه «معجزة اقتصادية». (أ.ف.ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"