عادي

فشل الإجلاء من السودان.. الجيش يحبط سيطرة «الدعم السريع» على القيادة العامة

20:48 مساء
قراءة 3 دقائق

الخرطوم- (رويترز)

تصدت قوات الجيش السوداني، الأربعاء، لموجات من هجمات قوات الدعم السريع التي تحاول السيطرة على مقر القيادة العامة للجيش، بينما عطل فشل وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية جهود إجلاء الرعايا الأجانب والسكان العالقين في العاصمة.

وفي بيان، قالت قوات الدعم السريع السودانية إنها وافقت على هدنة جديدة لمدة 24 ساعة بدءاً من الساعة السادسة مساء الأربعاء(1600 بتوقيت جرينتش).

وقالت قوات الدعم السريع في بيان «نؤكد التزامنا التام بوقف كامل لإطلاق النار ونأمل أن يلتزم الطرف الآخر بالهدنة حسب التوقيت المعلن».

كان الطرفان قد أعلنا التزامهما بوقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة الثلاثاء، لكن مراسلاً لرويترز في الخرطوم قال إنه سمع أصوات إطلاق النار من دبابات بعد موعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وسُمع في وقت سابق اليوم دوي قصف مستمر وانفجارات عالية في وسط الخرطوم بالمنطقة المحيطة بالمجمع الذي يضم القيادة العامة للجيش، وكذلك حول المطار الرئيسي للبلاد، الذي جرت معارك ضارية بين الجانبين للسيطرة عليه وخرج من الخدمة منذ اندلاع القتال في مطلع الأسبوع.

وتصاعد دخان كثيف إلى السماء، وخلت الشوارع من المارة إلى حد بعيد في الخرطوم، إحدى أكبر المدن في إفريقيا.

وفي وقت سابق من الأسبوع، كان الحاكم العسكري للسودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، يشرف على الموقف من بيت ضيافة رئاسي داخل المجمع، ولم يتسن لرويترز التأكد من استمرار وجوده هناك، الأربعاء.

وقال الجيش في بيان: «القوات المسلحة تتصدى لهجوم جديد على محيط القيادة العامة، وتكبيد العدو خسائر كبيرة في الأرواح وتدمير عدد من العربات القتالية».

اندلع العنف مطلع الأسبوع الجاري بين قوات الدعم السريع والجيش، وقالت منظمة الصحة العالمية نقلا عن وزارة الصحة السودانية، إن القتال أسفر عن مقتل 270 شخصا على الأقل وإصابة 2600 آخرين.

وقالت الأمم المتحدة إن مسلحين استهدفوا المستشفيات وموظفي الإغاثة الإنسانية، وسط أنباء عن وقوع حوادث عنف وتوقفت معظم المستشفيات عن العمل.

ويواجه حوالي ربع السكان في السودان أزمة جوع حادة حتى من قبل بدء الصراع.

وأوقف برنامج الأغذية العالمي واحدة من أكبر عملياته الخاصة بتقديم المساعدات على مستوى العالم في السودان يوم السبت، بعد مقتل ثلاثة من موظفيه.

* عرقلة عمليات الإجلاء

تضغط قوى أجنبية من بينها الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار بين الجيش وقوات الدم السريع، والسماح للمواطنين العالقين في القتال بتدبير احتياجاتهم وإجلاء الرعايا الأجانب.

ويبدو تنفيذ عمليات الإجلاء أمراً صعباً ما لم يتوقف القتال لفترة ممتدة، وذلك في ظل إغلاق مطار الخرطوم والهجمات التي استهدفت في الأيام القليلة الماضية دبلوماسيين وأهدافاً أخرى، من بينها قافلة مركبات تحمل العلم الأمريكي.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن الوضع الأمني غير الواضح وإغلاق المطار يحولان دون وضع خطة لعملية إخلاء بتنسيق من جانب الحكومة الأمريكية.

وذكرت مجلة شبيجل أن ألمانيا أوقفت الأربعاء، مهمة لإجلاء نحو 150 مواطناً على ثلاث طائرات نقل من طراز (إيه.400.إم) تابعة لسلاح الجو الألماني.

وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، إن السلطات تعتزم استخدام طائرة تابعة لقوات الدفاع الذاتي لإجلاء نحو 60 مواطناً يابانياً من السودان.

* تعزيزات

يحاول الجيش السوداني فيما يبدو رد مقاتلي قوات الدعم السريع عن مجمع وزارة الدفاع، القريب من أحياء وسط الخرطوم والذي يضم أيضا مقر القيادة العامة للجيش، في الوقت الذي يسعى فيه لقطع طرق إمداداتهم في العاصمة.

ويسيطر الجيش على مداخل الخرطوم التي يقطنها نحو 5.5 مليون نسمة، بينما يسكن ملايين آخرون في مدينتي أم درمان وبحري على الجانب الآخر من النيلين الأبيض والأزرق.

وقال السكان إن الجيش يحاول فيما يبدو محاصرة قوات الدعم السريع التي لا يزال عدد كبير من مقاتليها منتشراً في شوارع المدينة.

وسبَّب الانقطاع المتكرر للكهرباء والمياه نتيجة القتال، معاناة للسكان في الأيام الأخيرة من شهر رمضان.

وأغلقت الشركات والمدارس أبوابها في العاصمة منذ بدء القتال، ووردت أنباء على نطاق واسع عن أعمال نهب واعتداء وتكونت طوابير طويلة أمام المخابز التي لا تزال تعمل.

واندلع القتال الذي يضع قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في مواجهة مع قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، بعد توترات بسبب خطة لدمج الدعم السريع في الجيش النظامي.

ويرأس البرهان مجلس السيادة الحاكم الذي تشكل بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في 2019، ويشغل دقلو، المشهور باسم حميدتي، منصب نائب رئيس المجلس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2y4tmdfx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"