عادي

الأرشيف الوطني يُوعِّي موظفيه بالتعددية اللغوية

14:39 مساء
قراءة دقيقتين
أرشيف الإمارات

أبوظبي: «الخليج»
نظم الأرشيف الوطني محاضرة تثقيفية بعنوان «التعددية اللغوية وخرائط اللغات البشرية»، أقيمت عبر وسائل التقنيات التفاعلية مراعاة للتدابير الوقائية في مواجهة فيروس كورونا المستجد، وقدمها الدكتور صديق جوهر خبير الترجمة في الأرشيف، وتحدث فيها عن دور الإمارات البارز في المحافظة على اللغة العربية بوصفها لغة وطنية ورمزاً للهوية، مشيداً بحرصها على نهضة اللغة العربية وحمايتها، وتعزيز مكانتها عالمياً، بالانسجام مع إتاحة تعدد اللغات؛ لما له من أثر واضح في نشر التسامح لدى الفرد والمجتمع.
وركز المحاضر على أهمية تعدد اللغات بوصفه عنصراً أساسياً في التواصل الحضاري بين الشعوب، والتعايش والتسامح، مشيراً إلى أن ذلك كله تحقّق في دولة الإمارات التي تستضيف جاليات أكثر من مئتي جنسية من مختلف أنحاء العالم، وكل جنسية يتفاهم أبناؤها بلغتهم الأم، وبذلك فإن دولة الإمارات تستفيد من مختلف الثقافات في مجال التنمية المستدامة لما فيه الخير والتطور والسلام.
واستعرض المحاضر خريطة انتشار اللغات في الوقت الراهن، مبرهناً على أن آلاف اللغات متداولة على الأرض، ولا يمكن حصرها حسابياً، ثم انتقل للحديث عن الخرائط اللغوية والهيمنة السياسية، وكان للحديث عن الصراع اللغوي في إفريقيا نصيب كبير في المحاضرة، حيث قال الدكتور جوهر إنه لا يوجد مكان في العالم يحتوي على تنوع لغوي أكبر من جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى، حيث تنتشر آلاف اللغات الشفاهية والمكتوبة التي زاد المستعمر في صنع الفوارق بينها، من أجل تقسيمها والسيطرة عليها، ويرجّح أن الشعوب الإفريقية كانت تعتمد على ذاكرتها في التسجيل والتدوين، لذلك انتشرت اللغات الشفاهية، ولكن اللغات الاستعمارية ظلت تتربع على قمة الهرم اللغوي؛ كون لغة الاستعمار تجعل النخب المحلية تحافظ على مصالحها ومكتسباتها.
وقدم المحاضر عرضاً وافياً عن اللغات المحلية والتعددية اللغوية في جمهورية جنوب إفريقيا، مبرزاً الصراع بين اللغتين الأفريكانية والإنجليزية فيها، ومحاولات تهميش اللغة الأفريكانية، كما سلط الباحث الضوء على المشهد اللغوي في عهد ما بعد العنصرية.
وتناول هيمنة لغة المستعمر على المشهد الإفريقي في عصر ما بعد الاستعمار. وتطرق المحاضر إلى اللغات الإقليمية المركزية والفرعية، مؤكداً أنه كلما ازداد عدد اللغات الأصلية واللهجات المحلية المعروفة بالرطانات، ازدادت لغة المستعمر قوة وشراسة وأصبحت أكثر انتشاراً وسيطرة على الساحة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"