عادي

الرياضة المنزلية وصفة صحية لأمراض «التعليم عن بعد»

22:28 مساء
قراءة 4 دقائق
وزارة التربية والتعليم

أم القيوين: محمد الماحي 
مع توجه الدولة إلى نظام «التعليم عن بعد»، بسبب تفشي فيروس كورونا، يواجه أولياء الأمور مهمة الحفاظ على صحة أبنائهم وسعادتهم والإشراف على تعلمهم في المنزل، ورغم إيجابيات التعلم عن بعد، والهجين، فإن أسئلة تدور في خلد الكثيرين عن أهمية تأثير النشاط البدني والتغذية الصحية المتكاملة للطلبة ليس على تقوية المناعة فقط، بل على الفوائد العديدة لجسم الإنسان وبالأخص عند صغار السن، خصوصاً مع سيطرة وجذب الجانب الإلكتروني والذكي على الطلبة، مقابل الأنشطة الحركية، والرياضية.
وذكرت دراسة أجرتها وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ومركز أبوظبي للصحة العامة،عن أثر التعلم عن بُعد في النشاط البدني والعادات الغذائية وساعات النوم وعدد ساعات استخدام الأجهزة الإلكترونية على طلبة المدارس، انخفاض معدلات النشاط البدني لطلبة المدارس، بنسبة 46 % في مجموعات الطلاب التي كانت نشطة قبل الجائحة، أما بالنسبة للعادات الغذائية، فقد اختلفت النتائج، حيث انخفضت نسبة تناول الأطعمة غير الصحية لدى البعض، في حين ارتفعت عند البعض الآخر.
وأوصت منظمة الصحة العالمية بأن يمارس الأطفال والطلبة التمارين البدنية بمعدل ساعة واحدة يومياً لتعويض السلوك الخامل المتنامي لديهم بالنشاط البدني، وذلك لدرء المرض والحد من الوقت أمام الشاشات الإلكترونية.
أماكن مفتوحة 
 أكد عدد من المتخصصين التربويين، أن مسؤولية الأسرة باتت مضاعفة، لأنها تمثل جهة الإشراف المباشرة على الطالب خلال عملية التعليم عن بعد، كما أن تداعيات الجائحة فرضت أدواراً ومسؤوليات جديدة زادت من أعباء أولياء الأمور وأضحت المحافظة على اللياقة البدنية والأسلوب الصحي للطلبة من المسؤوليات المباشرة للأسر،إذ لا بد من إعطاء الطالب مساحة للحركة بعد انتهاء يومه الدراسي على الحاسوب، إما بتشجيعه على ممارسة رياضة معينة أو بأخذه إلى المتنزهات أو الأماكن المفتوحة بشكل عام مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية، ما يضمن الصحة الجسدية والنفسية للأبناء.
وأشاروا إلى أن متوسط الساعات التي يقضيها الطالب في استخدام الأجهزة اللوحية في منظومة التعليم عن بعد، يبلغ يومياً نحو 8 ساعات يومياً، منها 5 ساعات ونصف الساعة على هيئة حصص دراسية، يضاف إليها ساعات الدراسة والمراجعة والواجبات، هذا إن لم تكن تسليتهم وألعابهم أيضاً تتم عن طريق الأجهزة الإلكترونية. 
أكد الخبير التربوي يوسف محمد الحوسني، أهمية الحركة بصورة مستمرة للطلبة من خلال منظومة التعليم عن بعد، لما له من آثار نفسية وصحية جيدة عليهم، وهو ما يقلل من تعرضهم للإرهاق أو الخمول أو الكسل أو الملل.
وأشار إلى أن هناك زيادة ملحوظة في أوزان الأطفال لسلوكيات التغذوية والسلوكيات الحياتية التي فرضتها الظروف الحالية، وعلى الأسر الانتباه للأمر وتداركه، ووضع الحلول لعلاجه.
وأوضح أن الجميع من معلمين ومعلمات وأباء وأمهات يدركون تأثيرات طول فترة جلوس أبنائهم على الأجهزة في حياتهم وأن المشاكل الصحية المتوقعة من هذا الوضع تحتاج لمعالجة ضرورية بطرق علمية محفزة ومفيدة وبالإمكان تنفيذ العديد من التمرينات البدنية المنزلية بأدوات متوفرة، كما أنها تجمع بين المتعة والفائدة والتحفيز على التفكير والنشاط الحركي بسيط مع الأخذ بعين الاعتبار تقديم بعض التمرينات الوقائية والعلاجية للعضلات «المُجهدة» من الجلوس الطويل أمام الأجهزة.
ويتفق جاسم فايز مدير مدرسة الراعفة للتعليم الثانوي في أم القيوين، مع ما سبق ويضيف إليه: إن العملية التعليمية بكافة أبعادها هي عبارة عن معادلة متفاعلة العناصر تتقاسم أدوارها أطراف عدة أبرزها الأسرة والمجتمع، وجميع هذه الأركان تتعاون في تأدية رسالة التربية والتعليم على خير وجه للوصول إلى النتائج المرجوة، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال توثيق الصلات بين البيت والمؤسسة التعليمية.
فترات زمنية 
قدم الدكتور خالد حمد طبيب الطوارئ بمستشفى عين الخليج، وصفة صحية من مجموعة إجراءات تستبق إصابة الطلبة الدارسين في نظام «التعليم عن بعد» بأمراض جسدية أو نفسية جراء جلوسهم لساعات طويلة أمام أجهزة الحاسوب للدراسة وابتعادهم عن محيطهم الاجتماعي المتمثل بأصدقاء المدرسة.
وأكد أن الجلوس لفترات طويلة أمام الحاسوب للدراسة والمكوث بشكل شبه دائم في المنزل سينعكس لاحقاً وبشكل سلبي على نمط الحياة الصحي للطلبة، موضحاً أن هذا الروتين اليومي للطلبة قد يتسبب أمراض العيون، زيادة الوزن، الخمول، فضلاً عن العصبية والضغط النفسي والانعزالية.
 وأفادت الدكتورة جميلة الحساني اختصاصية الطب النفسي، أن أولياء الأمور يتحملون مسؤولية كبيرة في الحالة الصحية والنفسية لأبنائهم، وفي أهمية القرب منهم والنقاش والتحاور فيما بينهم والخروج والتنزه، وفق الإجراءات الاحترازية، لافتة إلى أن النشاط  البدني المنتظم ضروري لنمو وتطور الأطفال في سن ما قبل المدرسة من «3-5» سنوات كما أنه يساعد المراهقين من «6-17» سنة على تحسين اللياقة التنفسية، وبناء العضلات، والعظام القوية، والتحكم في الوزن، وتقليل أعراض القلق، وأيضا تقليل خطر الإصابة بالحالات المرضية مثل أمراض القلب، والسرطان، السكري من النوع الثاني، ضغط الدم، هشاشة العظام، والسمنة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"