عادي

«حلم لا يضرّ أحداً»

00:16 صباحا
قراءة دقيقتين
11

في رواية «حلم لا يضرّ أحداً»، من إصدارات الدار العربية للعلوم ناشرون، في معرض الشارقة للكتاب، تقوم أبرار سلمان بتشييد سردية الضحايا، من المهجرين والمغادرين أرضهم قسراً، سواء من الذين وقعوا تحت رحمة الجماعات الإرهابية، أو من الذين فروا من قسوة الأنظمة في مكافحتها تلك الجماعات، ضحايا حروب وجدوا أنفسهم في فضاء أجرد ينشدون الخلاص، والمخيمات هي الملاذ الوحيد لفترة انتظار قد تمتد إلى ما لا نهاية.

على هذا المسار، ترصد الروائية أبرار سلمان مجتمع النزوح، وذلك من خلال حياة ناشطة إنسانية تعيش في المخيم، لا تمتلك من هذه الحياة سوى أحلام وأوراق؛ سوف تروي فيها (رحلة العبور) التي خاضتها مع رفيق درب جمعتهما هموم مشتركة من خلال ظروف أوجدتهما في المكان نفسه. وعلى الرغم من حبهما للعمل الإنساني، لم يستطيعا تغيير شيء، فقررا العودة إلى أرضهما، والصحراء هي الممر الوحيد للعبور نحو الحدود، وهناك على مشارف الحدود سوف تنكشف أسرار، وستتم اعترافات، ستعكّر صفوها مفاجآت، فالراحلان، وخاصة الناشطة، سيكونان صيداً ثميناً للجماعات المتطرفة، من سيقتل من؟ ومن سينجو، ومن سيكتب النهاية؟

من أجواء الرواية نقرأ:

«انتزعتْ لحمها المغروس بالنتوءات الناعمة تحته، ندّت منها آهات متتابعات، مؤلم جداً... جداً، يبدو أنّها ضربت بعرض الحائط أولى وصايا السيد غسان، نفضتْ عنها بلطف شديد ما بقي ملتصقاً فيها من فتات، وعلى مهل اقْتَعَدتْ تخْتها الحجري... ويبدو كذلك أنها سليمة معافاة...

بقيت ساكنة تجيل النظر فيما حولها، وجهاً لوجه، وجدتْ نفسها مع مدى ضبابي لامع لا يقْطعه شيء، سحرٌ مكتمل أينما ولّتْ الوجه فيه، اندمجتْ فيه عناصر الصورة كلها، وتموّهتْ حدودها، تحركت شفتاها ب«سبحان الله»، انطلقتْ بافتتان داخلها، للحظاتٍ غابتْ عن كل شيء، حتى عن الخوف النابت داخلها، وغاب هو عنها، تنفّستْ الجمال الذي يحيطها... عميقاً.. أحسّت به...

«لمّا أحس بأنّ في الدنيا جمال..»

تلامع ماءٌ في عينيها.

«أيُّ جبروت نملك بين أضلاعنا حتى نعبث بهذا؟!».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2x82txh5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"