عادي

الطبيعة تغير مجرى التاريخ

23:52 مساء
قراءة 3 دقائق
غلاف

أصدرت دار المدى للنشر والتوزيع كتاب «إيريك دورتشميد» وعنوانه «عامل المناخ كيف غيرت الطبيعة مجرى التاريخ؟» ترجمة أحمد الزبيدي، والمؤلف يستهل كتابه بالحديث عن أحوال الطقس، فالحالة الجوية هي المعلومة الصباحية الرئيسية للملايين، تتغير روح الدعابة عند المواطنين مع تغير الطقس، وخاصة بالنسبة لأولئك الذين لا يعملون في بيئة محمية، مثل الصيادين وعمال البناء.

يشير الكتاب إلى أن التغيرات المفاجئة في الظروف الجوية تؤدي إلى حدوث الكوارث، التي تتسبب فيها الرياح والفيضانات والعواطف الممطرة والجفاف والحرارة الحارقة والبرد القارس، وكل من يصغي إلى النشرة الجوية اليومية تتكون لديه فكرة عامة عما سيحدث في الساعات أو الأيام القادمة، إلا أن هناك شيئاً واحداً لا يمكن للعالم التنبؤ به، وهو موعد وصول الكارثة الطبيعية.

وما حدث في الحرب العالمية الثانية مثال كبير لبشاعة الإنسان، كان هناك أكثر من هدف، ربما آخرها هيروشيما وناجازاكي، قبل أن تُلقى القنبلة الأولى من نوعها، في أقرب وقت يسمح به الطقس، برؤية مجال القصف بعد 3 أغسطس 1945 لقد قرر الطقس تدمير المدينة، كان الطيارون الأمريكيون يحلقون فوق المحيط الهادئ المغطى بالغيوم، وكانت السحب تحول بينهم وبين رؤية الهدف، إلى أن وصلت الرسالة المشفرة من مراقب الطقس في الطائرة التي تحلق فوق مدينة هيروشيما: «لقد حصلنا على هدف».

كما يقول الكتاب فإن من يسيطر على الريح يسيطر على الحرب النووية، وهو الأمر الذي جعل القوى النووية تقوم ببرامج بحوث مكثفة، ليس لتحفيز ردود الفعل على نطاق واسع في نظام الطقس، ولكن لتحفيز عدم استقرار المناخ، فجأة أصبح العالم واعياً بهشاشة البيئة وسط عمليات تطوير أسلحة أكثر تطوراً وتنوعاً.

وهناك فئة جديدة من الأسلحة في الأفق، وربما تكون تلك الأسلحة أكثر ضرراً من الأسلحة النووية، فهي مصممة لإحداث تغييرات في أنماط الطقس الحالية، وستصبح سلاح الإرهاب في الألفية الحالية، لقد وضعت مسألة تجنب هذا الخطر في مقدمة جدول أعمال اجتماع عقد بين الرئيس الأمريكي نيكسون ونظيره السوفيتي بريجينيف في يوليو عام 1974، وقد وجدت العبارة الرئيسية التالية في ديباجة مسودة البيان الختامي للاجتماع: «ستقوم قواتنا بإجراء مفاوضات حول سبل إحباط محاولات تعديل البيئة للأغراض العسكرية التي يمكن أن تكون لها تأثيرات وخيمة واسعة النطاق وطويلة الأمد تضر برفاهية البشرية».

وفي اجتماع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في واشنطن في نوفمبر 1974 صدر إعلان تضمّن تقييماً أكثر تفصيلاً لتقنيات تعديل الطقس المختلفة، وأدى ذلك إلى حظر الأمم المتحدة أعمال تغيير الطقس في الحروب، وهو اقتراح شاركت في رعايته أمريكا والاتحاد السوفيتي في 1976 ودعا إلى تحسين البيئة والاستخدام السلمي لها.

ما الذي سوف نراه في قادم الأيام؟ السيطرة على الطقس في عام 2025، هذا أحد عناوين الكتاب الذي يؤكد مؤلفه أن الحلم بالسيطرة على أحوال الطقس قديم قدم الرجل البدائي الأول الذي صلى من أجل المطر، أو كانت له رغبة شديدة في إنزال غضب السماء على عدوه. في العصور القديمة.

سار البحث في تكنولوجيا الأسلحة والبحوث في الغلاف الجوي، جنباً إلى جنب، وقد أدى ذلك إلى اكتشاف الأحزمة الجوية المختلفة حول الأرض، أدخلت الحرب الباردة القوى العظمى في سباق محموم من أجل السيطرة على الفضاء.

في أوائل السبعينات كشفت وسائل الإعلام الأمريكية عن عمليات تعديل الطقس السرية، والتي أثارت غضب الرأي العام، وأمر الكونجرس بإجراء تحقيقات، وأدى ذلك إلى صدور معاهدة الأمم المتحدة لعام 1978 التي حظرت الحرب البيئية، لكن العملية السرية تلك أظهرت إمكانية في المستقبل لتعديل الطقس في ساحة المعركة.

تم إطلاق العديد من البرامج الأخرى، مثل بحث «مشروع برايم آرجو» ومولته وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة، وكان يستهدف إيجاد الوسائل لتكوين زلازل صناعية، وبحلول عام 1994 كشفت القوات الجوية الأمريكية عن خطة شاملة تتضمن السيطرة على أحوال الطقس، والالتزام بميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على «حظر استخدام تقنيات التعديل البيئي لتدمير أو إلحاق الضرر أو التسبب بأذى لدولة أخرى».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bp8r3dfu

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"